الجمعة، 31 مارس 2017

قصص أبو عبدو جارنا - لن أقطع الغالي +18.... (9)



صورة الشاب الذي قطع عضوه و صرخ أنا امرأة في حلب
وقع قلب #أبو_عبدو_جارنا عندما سمع بقصّة الشاب الحلبي الذي قطع عضوه التناسلي كي لا يُساق إلى صفوف الاحتياط في الجيش، و أبو عبدو عاد ليقيم منذ شهور في مدينة حلب و بدأ يتعلم اللغة الروسيّة بعد أن عمل في محل بقالة في وسط البلد، و صار يميّز العسكري الروسي عن العسكري الشيشاني بسرعة، و لكنه لم يكن ينتظر اليوم الذي يتحول فيه العسكري الروسي من زبون في المحل إلى قائد في القطعة!



عاد إلى البيت سالكاً طريق سوق الهال ثم معبر كراج الحجز الذي كلّما عبر منه يحاول أن لا ينظر إلى سوره المليء بآثار رصاص القناص الذي قتل صديقه الصدوق "أبو لطفي".

وصل إلى الحاجز العسكري الثالث و ارتجف عندما طلب منه العنصر بطاقته الشخصية "للتفييش" .. أخرج أبو عبدو البطاقة الشخصية "الهويّة" و مدّ يده المرتجفة حاملاً البطاقة تجاه العنصر المشغول بالنظر إلى فتاة جميلة مارّة، أمسك العنصر الهوية و هو يعدّل نظارته الشمسية و يبحلق بالفتاة، بينما كان أبو عبدو ينظر للأسفل إلى بنطاله حزيناً مكتئباً خائفاً، أعاد العنصر البطاقة لابو عبدو دون النظر إليها و قال له:
- روح عن طيزنا هلأ وقتك.. يلا انقلع.. و لك شو هالحلو يا حلو؟
تابع العنصر حديثه مع الفتاة و طلب بطاقتها و جوالها للتفتيش.. نظر إلى أبو عبدو المتسمر في مكانه و هو يضع يديه تحت بطنه -كالحركة التي يحمي بها لاعبوا كرة القدم عندما يقفون حائط صد في وجه رمية مباشرة- و صرخ:
- ولا حيوان لسه واقييف؟ انقلع أحسن ما اقطلعك ياه بإيدي مَ تحافظ عليه عأساس عليه ما هيكيا؟
- الله يعطيكن العافية سيدنا ... السلام عليكم..
- حيوان لايا..

مشى أبو عبدو مبتهجاً بعدم خسارته لأغلى ما يملك، و لكنه كان مكتئباً في نفس الوقت، و يقول لنفسه لو أنه دقق على البطاقة و طمأنني بأنني مطلوب أو لست مطلوباً لكنت ارتحت.

أم عبدو لم تكن مقتنعة بموضوع الاحتياط و لكنها قالت لجارتها :
- الرمد أحسن من العمى يا خيت..
و حاولت جاهدةً اقناع أبو عبدو أن لا يفعلها إن كان اسمه في عداد الاحتياط، و بأن الموضوع لا يهمها ابداً، هي فقط لأجله فالحرب لن تستمر، و لكن الحياة مستمرة.

لم يترك أبو عبدو قريباً أو غريباً إلا و سأله عن الاحتياط و طريقة معرفة ذلك و الطرق الممكنة للتخلص من هذا الرعب، و ما هي الجبهات التي من الممكن أن يرمى إليها، و حاول حتى سؤال زبونه الروسي في اليوم التالي .

في اليوم التالي كان أبو عبدو في طريق العودة الى البيت و رأى أبو ابراهيم صديقه القديم -الذي كان يسرق من السوق كل ما يستطيع سرقته و الآن صار مسؤولاً عن حاجزين و مفرق- و كان أبو عبدو غاضباً حانقاً و ألقى السلام عليه و رد أبو ابراهيم السلام بحفاوة  معتقداً أن الكتكوت -كما كان يدعوه- قادم برزقة جديدة و سيشتكي على أحدٍ ما لم يرد له دينته أو ليسأل عن شيء قد سرق منه،  و ساله ابو عبدو سؤاله الدائم عن الاحتياط و الخدمة و مخاوفه، لكن أبو ابراهيم رمقه بنظرة من الاسفل للأعلى و من الاعلى للاسفل و قال له :
- و لك هنت حيوان شي؟ مَ تسأل مشان تتهرب من الاحتياط يعني ؟ و لك هيدا الوطن هيدا أغلى من راسك يا سافيل روح انقلع من وجهي أحسن ما أفرمك كباب و طعميك للعناصر الأبطال اللي مَ تدافع عن حوض الوطن..
- قصدك حياض ابو ابراهيم صح؟
- حوض حياض أبتفرق! و لك متتفسلف عليّ ولا .. متعمل حالك مسقف عطيزي؟ روح انقلع حيوان..

نظر أبو عبدو نظرة خاطفة  إلى أبطال الوطن الذين كانوا يعدّون المصادرات المسروقة من المواطنين على الحاجز و كروشهم المتدفقة خارج حياض أجسادهم البطلة و "شحاطاتهم" المتسخة، ثم غادر المكان متجهاً نحو آخر حاجز، و لكن لم يفتشه الحاجز أبداً هذه المرة.

 و ازداد غضب و حنق أبو عبدو جارنا و جلس على رصيف الحارة كما أخبرني أبو أحمد بائع الخضار و صار يغني:
- ما قدرش على بعد حبيبي... ما قدرش على بعد حبيبي.. أنا ليّ مين إلا ...
و جاءت سيارة شرطة بينما كان يغني و اصطحبته إلى المخفر و هو يصرخ و يبكي.

أنا: ألو .. الو .. اي أبو أحمد و بعدين ؟ راح يعني ؟ سحبوه احتياط؟
أبو أحمد: لك ما منعرف عنه شي .. فص ملح و داب.. و أخو أخته يروح يسأل عنه بالمخفر..
أنا: لعمة و أم عبدو أش وضعها؟
أبو أحمد : أم عبدو قالولي النسوان انها ما وقفت بكي .. من جهة خايفة يعملها أبو عبدو و يقطعه و يقطعها .. و من جهة تانية خايفة ياخدوه لابو عبدو عالجبهة و ما بقى تشوفه بالسنة مرة!
أنا:و العمل ما منقدر نساعده بشي أبو أحمد هاد ابو عبدو جارنا يعني من وين بدي اجيب قصص إذا اختفى؟
أبو أحمد : لك لعمة.. هاد هو .. هي أبو عبدو جاي باتجاهي.. اهلييين ابو عبدو.. خود احكي معه خود..
أبو عبدو بذاته: أهلين أبوفاروق ناكتة انشالله و ما بقى في مشكلة ...
أنا: لك طمني عملتها؟
أبو عبدو بذاته: لا ما في علي احتياط اتطمن ما جاي اسمي .. بس أخدوني عالمخفر مشان أشهد على أنه أبو لطفي جارنا قتلوه الارهابيين عم يعملوله حصر ارث اولاده و عم يزوروا موتته.. و هنيك عرفت انه ما في الي اسم ..
أنا: اي الف الحمدلله عالسلامة ... خيو هات موطن الشاهد من عندك اليوم...
أبو عبدو بذاته: يا سيدي موطن الشاهد: ليش تقعد بين القبور و يجي اسمك و تقطش الفرفور؟!
أنا: ههههه أحلى أبو عبدو ... سلامات خاي...
أبو عبدو بذاته: مع السلامة .... الله يرحمك يا ابو لطفي ... في الله..

هناك 3 تعليقات:

  1. الردود
    1. هيك الحلبي مكتوب عليه يا خاي...

      حذف
  2. الحمد لله عسلامته .. بس ما كتبتلنا كيف كانا ردة فعل أم عبدو لما عرفت أنه لساتو صاغ سليم !

    ردحذف