السبت، 15 يونيو 2019

قصص أبو عبدو جارنا - أبو عمارة و انتحار أبو عبدو (23)




بين البنايات المهدّمة و البيوت المايلة .. بين البلاكين المعلقة.. بحلب الشرقية .. عايش أبو عبدو جارنا اليوم.. و تحديداً بحارة اسمها بستان القصر..

أبو عبدو كان شيخ شباب .. طول عمره بيشتغل و بيكدح و ع قولته من البيت للشغل و من الشغل للبيت.. و ما طلع من بيته و لا من حارته .. لا بوجود القصف و لا بعد ما وقف القصف..

كانت ذكرياتي مع ابو عبدو كتير حلوة .. و كان مصدر للضحك و الفرح .. بس اليوم ما بعرف شبه متغير.. صاير حزين و محبط و أموره تعبانة.. حتى محاولات ام عبدو انها تعمله اصبع بإيدها تماشياً مع وصايا الوالدة ..
ما بقى تأثر بأبو عبدو .. و خافت كتير عليه .. يعني ما عاد في منافسة بحكم البيت..

اتصلت ام عبدو بزوجتي و ترجتها احكي معه .. و أشوف شبه ؟
قلتلا لمرتي شو بدي احكي معه .؟ يعني حالنا أحسن من حاله ؟ هاتي لأشوف !

ألو مرحبا أبو عبدووووو "هيك مطيتا مشان يتذكر أني موين"
قلي بثقة غريبة: أهلين أهلين أبو فاروق .. مرتي حكت مع مرتك مشان تطالعني من حالة الكآبة؟
قلتله: أوف أوف ؟ عم تقرا افكار و لا اشتغل مخك بغيابي؟
قلي: من شهرين هالحالة .. قلت يمكن من كتر ما رحت و جيت عالفرع .. صرت اعرف كيف بيفكر و بيحلل المحقق .. قلي شو بدك تقلي و خلص ما بدها مقدمات..
قلتله: شوف يا أبو عبدو ..
قاطعني و قلي: بدك تحكيلي عن الأمل و الحياة الحلوة بس نفهمها صح؟
قلتله مدهوشاً: أي و الله مزبوط .. لك صاير مالك سهل يا ابو عبدو؟ خير ليش مكتئب لكان طالما عم تعرف الشغلة قبل ما نقولها و عم تقرا افكار ؟!!!
قلي: شفت البارحة سيادته عالتلفزيون ..
قلتله: أي؟ مشان هيك مكتئب ؟ يعني عرفت كلشي عم يدور بمخه !
قلي: و هي القفزة اللي بدي اقفزها هلأ... بمناسبة أنه ما قريت شي أبداً.. شلون فنجان القهوة الأسود بأسود؟ فاضي بس بيخوف و أسود أسود .. هلأ بدك شي؟
قلتله: لك قفزة ايش ابو عبدو وين انت؟
قلي: بالطابق ال16 فوق القصر البلدي .. يلاااااااااا
بس من حسن حظه لأبو عبدو .. وقع فوق راس مسؤول كبير .. و مات المسؤول .. و تبنت أبو عمارة العملية.. و صابني الاكتئاب إلي..
و أبو عبدو بالمشفى متكسر من 3 أيام .. طلع راس المسؤول يابس..

موطن الشاهد: الطير الطاير ما منخليه يتبنى قبلنا .. التبني هو شعارنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق