الأحد، 26 مارس 2017

قصص أبو عبدو جارنا - أم عبدو تتجسّس على موبايل زوجها ... (8)


لم يكن يدري #أبو_عبدو_جارنا بأن زوجته تعرف كلمة سر هاتفه المحمول و تفتحه خفية كلّما سنحت لها الفرصة، فقد كانت تضبط أعصابها عندما تقرأ شتيمتها بأم عينها في مجموعة "أهل المحبة" أي مجموعة "بيت حماها" و كانت عندما تحكي لأخواتها عن المجموعة تقول لهم "حماتي كتبت بمجموعة أهل المغبة".

الاثنين :١٨-١٠-٢٠١٠
كانت ليلة شتوية باردة، و الفراش لا يمنح أبو عبدو الدفء بقي يحاول النوم أكثر من ساعة دون جدوى، أم عبدو تسللت من جانبه و اتجهت نحو هاتفه و بدأت بالقراءة كالعادة ليلاً، جنّ جنون أبو عبدو و كاد أن ينهض ليضربها و لكنه فكّر للحظات و سعل و تحرّك، فأطفأت  الموبايل على الفور مرعوبة خائفة و وضعته مكانه بلمح البصر و عادت إلى الفراش.

كان يوم أم عبدو متوتّراً و هي تتسائل بينها و بين نفسها:
- عجب عرف؟ يلا المسى بيبين اذا غيّر كلمة السرّ معناتا عرف .. و عندي قتيلة كبيرة.. الله يستر..

عاد أبو عبدو من العمل و كان طبيعياً بتصرفاته و كأنّ شيئاً لم يكن، بدأت الطمأنينة تتسرب إلى قلب أم عبدو :
- و هي اطيب أكلة "طنبورة" عأصولها و متل ما بتحبها ابو عبدو..
- يسلمن يا ام عبدو بس كأنه مكترة قلب اللوبية عحساب السلق؟
- لا عبقلك عأصولها ... شلون بدي أكتر.. صحتين و هي ليمونة..

بعد ساعات حلّ الليل و اتجه كل منهما إلى الفراش و نام الأولاد و بدأ أبو عبدو بالشخير الخفيف و توجهت أم عبدو إلى موبايله بحرص شديد...

في الصباح وجد أبو عبدو زوجته جالسة على زاوية الغرفة و كأنها لم تنم طوال الليل، عيونها محمرة و وجهها أصفر ملتفة ببطانية صغيرة، ابتسم أبو عبدو و تثائب و سألها :
- اشبك أم عبدو خير؟
- ما في شي .. بس بدي أسألك سؤال عبستناك لتفيق .. كنت
- هاتي شو القصة و الله شغلتي بالي!
- هلأ أنا أش ناقصني؟ و أش منقصة عليك ؟ و اش ما بتحب فيني؟
- له له .. و الله انتي ما في متلك انتي ام ولادي ..
- طيب .. ابو عبدو.. طيب

و قبل أن يتجه  #أبو_عبدو_جارنا إلى عمله مرّ إلى دكان أبو أحمد حيث كنّا متواعدين، و كان وجهه مشرقاً مبتسماً:
- طمن أبو عبدو أش صار معك؟
- خيو عملت متل ما قلتلي .. و زبطت الوضع ..
- اي و النتيجة؟
- ههههه النتيجة أم عبدو عبتحكي مع حالها ... قرت المحادثة و فاتت بالحيط لا بتقدر تفتح معي الموضوع لأنها مذنبة و لا بتقدر تطنشه ...
و ذهبَ  #أبو_عبدو_جارنا إلى عمله مشرقاً يقفز فرحاً فقد نجحت الخطة...

القصة أنه ليلة الاثنين عندما رآها تفتش في هاتفه، و قبل ذهابه إلى العمل نزل أبو عبدو من بيته غاضباً مكفهرّاً و حكى لي الرواية و سمعناه أنا و أبو أحمد بائع الخضار و نصحته بأن يتفق مع أهله على محادثة مفبركة.. و بالفعل تمّ ذلك و كانت المحادثة التي قرأتها أم عبدو ليلتها في مجموعة "أهل المغبة":
الحنونة: أي لك ابني هدول الجماعة طالبين مهر غالي.. يعني وافقوا انه الجازة بالسر.. و البيت صغير .. بس بدهن مقدم مليون و مؤخر مليون!
أنا (ابوعبدو): أي امي معلش البنت حلوة و بتستاهل متل القمر و بعدين بيكفي اني رح اخلص من العياط ما شفتيها ما ألطفها..
أختي الكبيرة: مبروك خيو .. مبروك ... و ايمت ان شاء الله العرس مشان احضر حالي بعرسك هداك ما فرحنالك متل العادة لانه ...
أنا(ابوعبدو): أي خلص اختي لا تكملي بعرف اش في عندي بالبيت ... و هي رح اخلص من همها ..
أخي محمد: و ايمت اخوي بدك تقلا لام عبدو؟ خلص قول هلأ .. مشان تتربى مرتي كمان ههههه
أنا(ابوعبدو): لا بكير لبعد ما اتجوز بقلا ...حضرولي حالكن ... بكرة عندي موعد فصل الحق مع ابوها للعروس..
الحنونة: أي امي نحن جاهزين و لا تنسى باقة الورد .. هديك مرتك الاولية جبتلا باقة صغيرة هي جبلا احسن و اكوس هه..

طبعاً خرجت أم عبدو من بيتها بعد مغادرة زوجها و راحت إلى بيت أهلها تروي للنسوة ما قرأت، و بدأت الحسرة و المسبات و الشتائم تنهال على أبو عبدو الخائن و على الرجال "اللي مالهن أمان" و على "أهل المغبة"، ثم بدأ اللوم يتوجّه لأم عبدو.. فقالت واحدة: "أنتي السبب، بقلك بدك تطفشي الزلمة ما بتصدقي" و أخرى قالت: "أي يا أم عبدو انتي الحق عليكي" .... فانفجرت أم عبدو من البكاء و قررت أن تتطلق من أبو عبدو و لم تعد إلى البيت...

جاء أبو عبدو إلى "بيت حماه" و أخبر عمّه بالقصة كاملة، فضحك عمه و قال له : مستاهلة ما بتقصر فيها.. بس حاجتها أنا بحكي معا جوز كلام أنه انت فركشت الجازة و ببعتلك ياها بكرة...

و تغيّرت أم عبدو من حينها بشكل كامل، و صار البيت مكاناً جميلاً بعد أن هدأت النفوس و في ليلة حمراء بعد شهرين من القصة سألت أم عبدو زوجها:
- هيك لك أبو عبدو ؟ بتتركني و بتروح بدك تتجوز غيري؟
- له يا مرة؟! معقول أعملا و أنتي حبيبتي و أم الاولاد ؟ بس أنتي خليتيني اعمل هالمسرحية لأنه عملتي غلط و فتحتي موبايلي...

لم تكن تعرف أم عبدو بأنها مسرحية و لا بأنه عرف بقصة هاتفه، فسحبت يدها من يده بقوة و عبست بوجهه و احمرّ وجهها و نامت خارج الغرفة، و عادت المياه لمجاريها و انتهت المسرحية الرومانسية، و لا زالت تحاول إلى هذه اللحظة أن تعرف الرقم السري الجديد لموبايل أبو عبدو.

موطن الشاهد: الحياة الزوجية مليئة بالأكشن و الرومانسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق