الثلاثاء، 14 مارس 2017

قصص ابو عبو جارنا - سيمفونية الصيف بالحارة ...(١)

حارتنا بالصيف كانت سيمفونية، خصوصي بين العصر و المغرب وقت كان يرشرش ابو احمد الخضرجي هالميّات قدام محله و يصيح (ريانة يا بندورة)..
يكون معدّي حصان عم يطقطق عالأرض بحدواته و صاحبه عم يبيع توت و ينادي (كربج يا حلاوتووو) ..
 و أحياناً كان جمال حفار "المؤذّن" يأدّن بالشارع بدون إذاعة وقت تنقطع الكهربا، و طبعاً شجرة التوت الكبيرة عالزاوية القبلية من الحارة فيها عصافير أصواتها مشاركة بالمعزوفة، و درويش الحارة عمّوري اللي دايماً فرحان يصيح: يرحم روحك..فرجيني الصورة...
و ما بيخلى الأمر من حدا عم يصيح من تحت بيت رفيقه : عمر..يا عمرررر... انزيل خيووو
و عند معمل البوظة اللي معبّي الحارة بريحة الفانيل الطالعة من براداته، عزاوية الحارة الشمالية جنبه كان في رصيف فيه حفر صغيرة الاولاد بيلعبوا فيها بالـ"كلال" أو(الدحَل) و ضجتهن بين بعض نفس ضجّة العصافير تبع شجرة التوت...
#ابو_عبدو_جارنا ما كان يحبّ هالأصوات و يعتبرها صرعة.. و يقول بينه و بين حاله أنه لازم تلتغى هي  شغلة الكديش اللي بالحارة شي "خبز ميكن للبيع" و شي "تراب احمر".. و لازم الاولاد يعملولهن حدايق للعب، و لازم الجامع ما تنقطع عنه الكهربا، و لازم معمل البوظة يكون بالمنطقة الصناعية...
 هيك كان يقول بينه و بين حاله..
و مرة حكالي أنه كان عم يحكي مع حاله بهالقصص اللازم و ما لازم.. عدّت سيارة شرطة من قدامه.. قام طب راسه بالأرض و صار يقول بينه و بين حاله: بالروح بالدم...
بعد ما دمرت طيارات النظام الحارة، وقفّت السيمفونية، و عمّ الهدوء و ما بقي بالحارة لا جامع يتأذن قدامه و لا معمل بوظة ريحته معطرة الشارع، و لا بقي شجرة توت و لا اولاد تلعب بالكلال و الصياح...
ندم أبو عبدو جارنا..و قال يا ريتني ما قلت شي... بعدين قال لحاله يعني لا يموت الديب و لا يفنى الغنم.. بعدين قال لحاله: الله يطفيا بنوره أحسن شي...
موطن الشاهد: افهم الدنيا صح .. لانه الزمن دولاب
 هيك قلي ابو عبدو جارنا.. اي و الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق