 |
صورة توضيحية لآيباد ١٩٨٠ |
كان في تلفزيون قديم شاشته بحجم شاشة الموبايل اليوم بس هاد موبايل تبع الف و تسعمية و خشبة...
صورته ابيض و أسود متصدّر جوا محل ابو علي القصاب و ما حدا بيلمسه غير أبو علي لأنه كله لحمة و زنخة..
و متعودين على صوته اللي بيخن متل واحد بالع لقمة كبيرة و عم يغني.. و نحن و قاعدين قدام محله على الكراسي الواطية..
سألتهن: اي و شو رح تعملوا بس يرجع؟...
ساد الصمت.. و أنا تنقلت بين الوجوه الأربعة.. موسيقى حماسية من التلفزيون صار صوتها عالي و المذيع عم يقول بادر بالانتساب للكلية البحرية... و طلعت على أبو علي اللي رفع راسه لفوق بافتخار و جقم تمه و دفش نضارته الطبية الملزوقة بشرططون طبي "لاصق طبي" أبيض ملون بكل ألوان المحل..
استغربت ! و طلّعت على أبو أحمد الخضرجي كمان نتَر النصية الخضراء تبعيته نترة عصبية و طلع لفوق!
أبو محمد زورني.. و محمد المصلح ابتسم ابتسامة خبيثة !
انقطعت الكهربا فجأة راح صوت الموسيقا العالي و صاح زقزوق الصغير من بعيد : خبيصة خااااااابيصة...
الكل تنحنح و رجع طبيعي و أنا هزيت براسي و قلت الله يثبت علينا العقل و الدين!
أنا: أي و بعد هالفاصل المؤثر شباب ؟ اتفقتوا شو رح تعملوا بس يرجع.... نفختوا معلاقي!
محمد المصلح: عملنا خطة و بدك تشارك معنا ..
أنا: لك أنت بتضل أسبوع عبتقرأ مخطط البورد تبع التلفزيون و ما بتفهم عليه .. عملت خطة و بدك شارك معكن!
أبو علي: لا تجور علينا يا أبو فاروق نحن منضل أهل حارة و لازم تكون معنا بالخطة.. أنت بلكونك مقابيل بلكونة الشيخ.. و دورك مهم ...
بلشنا بالتجهيز للخطة و جهزنا كلشي اتفقنا عليه و أجا الشيخ و احتفلنا فيه و بست ايده و أنا ندمان متل ما اتفقنا.. و دعيت عليها بالكسر و اعتذرت عن الطلعة لعنده عأساس عندي شغل...
أبو علي بعد الاجتماع يوم اتفقنا عالخطة و بعد ما راحوا الشباب ..سألته: شو صاير معك.؟ ليش كل هاد ملؤوم من الشيخ!
قلي: هاد ياسيدي أول ما أجا الشيخ عالحارة و طلعنا لعندو نسلم عليه بمعية أبو عبدو .. سلمت عليه و وشوشني قلي:
أنت أبو علي و متجوز فلانة و عندك منها ٣ بنات و صبي و انت انسرقلك مبلغ من ٦ سنين و تسجل ضد مجهول ..
أنا انشلشت و قلتله: أي!
قلي: أنا بدي عوضك عنهن لأنك انسان كويس ..
و جيت لعنده المسى بالسر متل ما اتفقنا بدون ما حدا يعرف لأنه قلي أنه الحساد كتار.. دخلت عالبيت و فتحتلي مرته و استغربت انها استقبلتني عادي و حاطة مكياج على وجهها و ابتسامة سكرتيرة!
أنا خفت و غضيت البصر قلت عيب هي مرة الشيخ... صحي بتغطّي وجهها بالشارع و مرة سمينة و مرة ضعيفة اكيد من كراماته هي .. يعني ما بيصير .. بعدين ما حسنت قاوم رجعت أخدت نظرة تانية و شكرتها و دخلت و أنا عبطلع على رجليها البيض و المناكير على اصابيعها.. شفت رجلين الشيخ صاروا جنبها بجراباته الفضي ارتعبت و قلت : السلام عليكم ...
قلي و عليكم و دخلني عالغرفة المطلّة عالبلكون ..
جاب المنقل و البخور و بلش حشكروش و منكروش و كلام ما فهمته و طلاسم غريبة لحتى انفتح باب البلكون و انطبق ٣ مرات ... أنا جمعت بعضي عزاوية الكنبة من الخوف و هو قلي بصوت رخيم و بلحن غريب: هي العلامة ... رح نبلش ..
و قلتله أنا و عم ارجف: أمرك شيخي.. شو القصة بس و شو أعمل!
قلي و هو عم يرج راسه و يرجف صوته و يطلع لتحت عالبخور و الجمر تحته و الغرفة عتمة مع وناسة خضرا بس: برررررر....في جرة دهب .. موجودة بمكان قريب المكان معتم و الجرة مرصودة و ملك الجن الأحمر رح يساعدنا على فك الرصد.. الجرة تحت الأرض ب ٤ أمتار و ١٠ سنتم ..
أنت رح تحفر و تجيب الجرة و منتقاسمها بالنص.. ماشي يا ابو علي !
قلتله: م م م م م ماشي...
قلي: هلأ بتمسك هدول البخورات ... بس رفعت راسي لفوق بتشلف الأحمر عالنار ... و بس اشرتلك بإيدي اليمين بتشلف الأصفر.. و بس أشرتلك باليسار بتشلف الأزرق... ماشي يا ابو علي.. برهتييييه كريررررر يا اسيادنا....
و راح و غاب و صار يتشنج .. المشكلة أنه أنا كنت متلبك و مرعوب و خايف و أول مرة بنحط بهيك موقف...
بعد دقيقة و هو عم يبربر و يصيح و الأبواب عم تخلع و الكنبة عم تهتز من تحتي ... رفع راسه لفوق .. أنا كنت مغمض عيوني و قلبي عم يرجف .. صاح صوت عالي و طلعت عليه و تلبكت اكتر شلفت البخور الأزرق ... هز براسه و عصب أكتر و رفع ايدو اليمين شلفت الأحمر.. و عصب أكتر و صاح بكلام ما فهمته و انخبط الباب بقوة و شلفت كلشي بإيدي عالنار من الرعبة ولّا الشيخ تشطح بأربعته كأنه انشلّ و صار يطلع الزبد من تمه !
أنا هربت و رحت عالبيت و ما نمت الليل و كل شوي يخطرلي خاطر ..
سألته : أي و بعدين !
أبو علي: بعدين شفته و اعتذرت و قلي عادي و دلني عمكان الدهب و قلي بدو حق البخور شي ٢٥ الف ..
أنا: بس قلتلي أنك صرفت خمسين الف!
أبو علي: أي جاييك بالسيرة..
هاد يا سيدي قلي أنه في جرة دهب مخباية بمنطقة المغاير و رحت سألت و دقدست و عرفت أنه في قبو قريب ممكن استأجره و استأجرته و دفعت ١٠ الاف ليرة ل ٣ شهور و عأساس بدي أعمله مستودع و بلشت جيب كراتين... و القبو بمنطقة سكنية و صاحبه ختيار و بيته فوق القبو .. ركّبت باب حديد للقبو و كلفني ٥٠٠٠ ليرة مع قفل الجوزة و عدة الحفر و هالقصص .. نزلت بعد كم يوم و معي القزمة و المجرفة و عدة الحفر متل ما وصفلي الشيخ تماماً... بس صاحب البيت حسّ على الصوت .. وقفت الحفر و رجعت أدرس الموضوع... و بالأخير عرفت أنه الحجي بيشرب و بيسكر!!
و بس سكر ما بقى يحس على شي ... و صرت كل يوم جبله مشروب و حطه على باب بيته بكرتونة و اتخبى .. و مشيت الخطة و بلشت احفر و الحق العلامات اللي عطاني ياها الشيخ...
أنا: أوف ! أنت جبتله المشروب!
ابو علي: الضيقة و الفقر و الطمع و الحلم .. بيعملوا منك انسان تاني يا أبو فاروق ما بدي أحكيلك شو بكيت و استغفرت ربي بعدها ...
أنا: أي شو هي العلامات ؟
أبو علي: علامات كتير أهم وحدة أنه إذا أنا و عم احفر اذا طلعتلي حجرة بشكل قلب أوقف حفر لأنه رح ينرصد الدهب ..
اجاه زبون لأبو علي و دخل يقطعله ربع كيلو لحمة و يفرمها على ايده باعتبار مقطوعة الكهربا.. و ابو علي معلم بالايقاع يعني كنت اكتر شي انبسط بالقعدة عندو لما بدو يعمل لحم بعجين .. ريحة الخضرة المفرومة مع ايقاع ابو علي عالدف بيعمل جو غريب ما بنساه .. كنت عم غني مع ايقاعه : في ناس بترضى بأي حاجة بعزّ ما هيّ محتاجة .. كانت هي الغنية دارجة بوقتها...
رجع ابو علي و معه كاسة شاي -زفرة طبعاً- و تابع القصة:
وين وصلنا؟ ..أيه .. بلشت أحفر و تعبت و انكسر ضهري برابع يوم ما كنت حافر نص متر.. اضطريت احكي مع محمد المصلح و شاركه بالقصة و صار يساعدني و انسلبت عافيتنا من الحفر و بعد تسع ايام و بنص الحفر و العرق و التراب على وجوهنا صايرين طين و التعب كاسر ضهورنا ... صاح محمد : ابو علي هي الحجرة على شكل قلب شوف! و ضحك
لعمة محمد ما بيعرف بالقصة .. قلتله استراحة شوي هلكت.. و قعدت افكر .. و قلت لا ما بدي اوقف .. و تباعت حفر و بالفعل طلع في مغارة كبيرة ... نزلنا عليها و نحن عم نبكي من الفرحة و ندور هون و هون و ننكش حيطان المغارة و ما نلاقي شي..
من كتر اليأس و الاحباط ما كان الي حيل ارجع عالبيت و نمت بالقبو و أنا عم ابكي لتاني يوم استنيت الحجي حتى راح و رجعنا عبيوتنا أنا و محمد طابين راسنا بالارض ..
أنا: ههههه يعني ما لاقيت الجرة ؟ و الشيخ شو قلك؟
أبو علي: قلي أنه لو موقف حفر وقت لاقيت الحجرة كان رجع فك الرصد عن الجرة و كان ما خلى الجان ينقلوها لمكان تاني..
أنا: أي! و شو علمت ؟
أبو علي: قلي بدو ٢٥ الف تانية .. و أنا قلتله بقي معي تسع الاف ما معي غيرهن ابداً بعت الدهب و صرفت رسمال المحل.
و بلّش يعمل بخّور و رجعنا حفرنا و نفس القصة ... ما في شي..
و يئست و ندبت حظي لأنه ما رديت عالشيخ و ما وقفت حفر وقت لاقيت الحجرة...
الخطّة اللي رح ننفذها بالشيخ نحن الخمسة ..الها خطوات و على مدار أيام ... أنا دوري سهل بس مراقبة البلكون و معرفة مصدر الحركة تبع الباب و الضو ... أصعب دور رح يعمله الخاسر الأكبر أبو علي و رح يكون بالواجهة و قال أنه مو خايف و ما بقى عندو شي يخسره.. و أبو عبدو كان أكتر واحد خايف لأنه لسه عندو أثر قناعة بأنه الشيخ بيلعب مع الجان ... و محمد المصلح اللي بيضحك دايماً متل الأهبل هو اللي حط الخطة بناءً على فلم مصري شافه هو و صغير... و كان لازم نبلش الخطة يوم وصول الشيخ عالحارة بس المشكلة أنه أبو عبدو تراجع باللحظة الأخيرة و خاف و هستر و صار يرجف و أجلنا التنفيذ لتاني يوم .. و بالفعل تاني يوم .....
يتبع ....
اقرأ الجزء الأول من القصة:
http://wael3adel.blogspot.com.tr/2017/04/1-12.html
اقرأ الجزء الثالث من القصة:
http://wael3adel.blogspot.com.tr/2017/04/3-14.html