٢٠٠٩ ..بستان القصر.. أدن المغرب من ساعتين و فطرنا و نزلنا انا و ابو عبدو جارنا نتسوق اغراض البيت للعيد كان يوم وقفة.. عبدو ابنه لابو عبدو جارنا كان راكض باتجاهنا و عم يصرخ بابا.. بابا.. برعب و ذهول و بكل صوته.. طبعاً أبو عبدو جمد بمكانه و كان في بإيده كيسين ضيافة عيد وقعوا ع الارض من كتر الانهيار اللي صابه و الافكار و المخاوف اللي دارت براسه ريثما وصل لعندو عبدو..
كنا واقفين بالنص بين محلات الجوجة و البصال .. اللي بيفصل بيناتهن اقل من ١٠ امتار .. هلأ كنا بالحارة مقسومين بين الجوجة و البصال.. مثلاً ناس بتبدل جرة الغاز عند البصال و ناس عند الجوجة، و طبعاً كل واحد اله اسبابه و دوافعه لهاد الانتقاء و الفرز.. و سلبيات اختيار البصال هي انه انت بتخسر خدمات كتير بيقدمها الجوجة العصبي اللي كان لحاله بالمحل بيشتغل و ايده اليمين كانت بدون ابهامه المقطوع من زمان، فكانت الغرابة بتبدا من وقت بتصافحه لوقت بتتفرج على فك و تركيب الغاز الصغير السفري بدون ابهام.
البصال هي كنية أو اسم العيلة لمجموعة من الشباب الشقران المؤدبين جداً هنن "بسام و سامر و بكري ومحمدو انس و عمار" و الاكبر هو بسام اسم على مسمى كان مستلم المحل و سامر اللي عمل عملية لرجله ب ٢٠٠٥ لحتى يقدر يلعب لعبته المفضلة كرة القدم لانه كانت عنده رجل اقصر من رجل، و بكري كان منشد و عندو محل نوفوتيه ملاصق، و محمد كان يشتغل برى الحارة و يلعب كرة قدم كتير كمان، و أنس و عمار كانوا صغار، بس كانوا يتململوا من الشغل مع بسام و سامر..
وصل عبدو عم يلهت .. و بملا صوته قله لأبوه:
- يووووب.. فضيت جرة الغاز قال أمي و ما استوى المحشي لسه..
الكف اللي خلعه أبو عبدو جارنا لابنه أنا ما شفت قبله و لا بعده.. الكف ما بينوصف يعني اجا حفر و تنزيل مكان ما الواحد بيشتهي تجي ايدو تماماً، و طلع صوت صفقة حوالينا الناس كلهن سكتوا و انداروا لعنا بلحظة وحدة، عبدو اللي طلع بابوه تطليعة غريبة ما استوعب الكف حتى انه بدال ما يقله لابوه ليش عم تضربني.. قله : نعم؟ يمكن ما استوعب الصدمة لبعد ثواني.. كان صدى الكف وقتها عم يتجول بين الحواري و عالاغلب وصل للقلعة طااااح..طاااااح...طااااااح
بعد لحظات استوعب عبدو و صاح و بلش يجعر و يبكي .. واع و ويع.. انا تدخلت و هدّيته لابو عبدو و لعبدو.. و مشينا من المكان و طبعا عبدو شال الكياس اللي وقعوا من ابوه و هو عم يشهق و يبلع البكوة متل ما أمره أبوه .. و كان كل شوي يمسح انفه بطرف كمه.. وصلنا قدام البناية و طلع عبدو عالبيت و ابوه عم يتوعّده و يهدده و انا عم اتشفعله و ذكره بالعيد..
هلأ الموقف اللي ما بينحسد عليه أبو عبدو أنه الجوجة و البصال سمعوا عبدو عبيقول انه الجرة فضيت.. صحي بسام متسامح كتير و ما بيسأل حدا عن سبب تبديل الجرة من عند الجوجة بدال من عندو، بس كمان الواحد بيخجل منه، و بنفس الوقت الجوجة بيخوف لانه عصبي و لسانه ما بيرحم حدا، كان وقتها عمره بالأربعين و بسام ثلاثيني، و القصة أنه ابو عبدو كان عم يتحرفن و يتدين من التنين و يخبر التنين بانه ما بياخد غير من عندو و يحكي سلبيات التاني، على الرغم من انه بسام ما اله سلبيات و كان مثال يحتذى به بين شباب الحارة و لكن حجة الجوجة انه فتح بعده بكتير و نفس مصلحته، و هيك وقع صاحبنا بالفخ، و صار بدها خطة لحتى يلاقي منفد.
ليلة الوقفة ببستان القصر طويلة كتير كتير، بعني بالأيام العادية كانت محلات كتير ببستان القصر بتفتح للساعة ٣ الفجر و طبعاً كان في دكان اسمه عرفة ما بيسكر ابداً حتى مرة ب ٢٠١١ اجت البلدية لحتى تشمعله محله و تفاجأ هو و اللي بدو يشمعله المحل أنه ما في طريقة لتسكير المحل اللي ما تسكر من ١٠ سنوات.. و ليلة الوقفة كانت بتستمر عادة للصبح يعني للساعة ٦ الصبح في سوق و في ناس عم تتسوق اللي ناقصها.. و كانت هي الليلة على ابو عبدو صعبة و الوقت محاصره و الجرة لازم تنجاب أو رح تنتزع الطبخة .. طبخة العيد المقدسة.. و هيك قرر أبو عبدو ينزل الجرة...
وقت طلع من بنايته ابو عبدو جارنا و بإيدو الجرة كانت كل عيون اهل الحارة عليه، حتى في ناس طلعت عالبلاكين لحتى تعرف مين رح يختار، جوجة و لا بصال!.. دعبل ابو عبدو الجرة عشر امتار و وصل مقابيل ابو احمدالخضرجي اللي صاح يا حوينته.. يا حوينته.. و ابو احمد كان معروف توجهه لكل الحارة هو من انصار الجوجة .. بس قطع الشارع ابو عبدو و صاح سمير الحلاق من وراه و بإيدو المقص . و عمل حاله عم يصيح لولد بالشارع: لوين يا حمودة انتبه من السيارات لا تموت قبل العيد.. طبعاً سمير كان من انصار البصال و كان رفيقه بالمدرسة.. ابو عبدو تابع و وصل على رصيف الجامع و بقيله ٢٠٠ متر بيوصل للخط الفاصل بين الجوجة و البصال..
وصل لعند ابو علي القصاب اللي هو بنص الطريق و صاحله ابو علي، و دعبل ابو عبدو الجرة لعندو و هو حزين و طلع على الحارة على يساره و شاف ناس كتيرة عم تتابعه و عاملين تجمعات صغيرة، وصل عند ابو علي اللي دخله بسرعة لداخل المحل و مسكه من ياقته و السكينة بايده التانية و قله: ابو عبدو اشبك؟ ما بقى تعرف تتصرف!
- لك اش اعمل يا ابو علي.. القصة اكبر مني .. ام عبدو فوق معصبة و الطبخة ما استوت.. و عبدو فضحني قدام التنين و طش الخبر بين اهل الحارة..
- صار لازم ننهي هاد الموضوع.. تعال معي..
الطريقة اللي حكى فيها ابو علي القصاب كتير جدية و حاسمة، و كان مصمم ينتهي من الموضوع، و ابو عبدو جارنا مشي معه و ترك الجرة بمحله و نزل الدرابية نصفها و مشي باتجاه المحلات.. ابو علي قال السلام عليكم و رد عليه الجوجة و طلع بابو عبدو و قله : اهلين ابو عبدو وين الجرة خاي؟ ما بدك تبدلها؟
ابو علي قله : انحلت القصة خاي.. رح نعبي من عندك مرة و من عند البصال مرة..
ابو عبدو حاول يخبي ابتسامة الشماتة لما ابوعلي تغسل بالبهدلة و تبزق عليه و كان الجوجة بدو يضربه و خلصوا ابو علي من بين ايديه.. طبعاً المسبات وصلت لعند زباين بيت البصال.. على الرغم من انه بيت البصال مسالمين بس المشكلة بأنصارهن انه ما سكتوله لابو عبدو..و علقت الحارة ببعضها.. و نزلت الشنتيانات و العصي.. و هيك لحتى اجت دورية الشرطة القريبة من مكان الحدث ..و الكل هرب ..
القفلة انه كملت ام عبدو طبختها على جرتنا الغاز لحتى نقصر الشر، و مشي حال ابو عبدو و قرر يصير يعبي غاز من عند الشلحاوي و يعمل كرت و رقم عندو، و القفلة التانية انه خلصت جرتنا الغاز وقتها و ما استوت طبختنا العيد و فطرنا زيت و زعتر و سكبلنا ابو عبدو صحن محشي صغير تاني يوم، و بقينا ٣ ايام العيد بدون غاز نحن و ابو عبدو..
موطن الشاهد : وقت ابنك الصغير بيكون راكض لعندك و بدو يخبرك لا تنهار.., سدله تمه قبل ما يحكي و يفضح الدنيا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق