كان حكمت شب نضيف و مرتب و درّيس و من بعيد بتشوف النضافة والقطافة عم تشرشر منه، و هو أكتر حدا كان بين طلاب مدرستنا بالإعدادي يلبس بنطلون قماش أبو كسرة، و كان يلبس كرافات .. أي تخيلتو طالب اعدادي ببستان القصر يلبس كرافات بدها جرأة القصة أو .. أو انفصال عن الواقع.. لأنه كانت الكرافة أكتر شغلة يتمسخروا عليها بالحارة ..
طبعاً هاد الاستهزاء و المسخرة هنن الخطوط الحمرا اللي مقيدتنا بالحارة، يعني ما بتسترجي تلبس نضارة شمسية، بتصير مسخرة الحارة، و لا بتقدر تلبس شورط، بتصير ملطشة للي بيعرفك و اللي ما بيعرفك، و ع الرغم من هيك كان حكمت كاسر هالخط الأحمر بلبسه المرتب.
و حكمت كان ذكي و شاطر بس قوي بالنظري اكتر من العملي و بالمجتمع ما كتير بيعرف يتصرف أو يحكي، يعني بتذكر مرة كنا واقفين عند بياع الفلافل و كان حكمت حاضن دفاتره و كتبه و عم يطلع بواحد أقل ما يقال عنه بالحارة "قزلة" و هو مصطلح يدل على أنه هاد الشب القزلة هو غير أخلاقي، متنمّر، يحب المشاكل، يكره الناس و بعدين آخر شي بيقولوا عنه معدّل يعني ما بيعتدي ع حدا اذا ما هالحدا قرّب صوبه.
عند النظرة التانية من حكمت للشب قله هداك الشب: خير ابن عميم؟ بنفسك شي؟
هلأ ما رح اشرح شو يعني بنفسك شي لأنه بدها يومين شرح، و أرضية ننطلق منها، المهم دلالتها انه في مشكلة رح تصير أو شو رأيك نتقاتل.. المفروض حكمت يجاوب حيشاك خاي.. التطليع بالملوك.. بس حكمت باعتبار نضاراته سميكة كان عم يشبّه على الشب القزل "أي قزل بتجي الصفة مذكر و مؤنث" و قال حكمت: ما فهمت عليك؟
قله الشب: لا يكون ما عجبك؟
قله حكمت بدافع الخوف: لا عجبني عجبني..
و هون قامت القيامة .. لأنه كلمة عجبني الها دلالات تانية أقل ما يقال عنها رومانسية..
و هجم الشب على حكمت.. و خلصناه من بين ايديه بالزور .. و حكمت صار يبكي و ما عرف شو اللي صاير..
المهم .. راحت أيام و اجت أيام و حكمت صار موظف حكومي.. و بأول أيام الثورة واحد من أشباه الشب القزل رفع فيه تقرير .. و خلاه لحكمت يهرب على مناطق الثورة.. و بدأ يعيش الجو الجديد .. طبعاً حكمت مثقف و قوي ادارياً و ما طول شهرين الناس بالضيعة اللي نزح عليها اكتشفوا قوته الادارية و عمق ثقافته… و سلموه منصب اداري رفيع بالمجلس المحلي و منه لأعلى .. و ما ترك محكمة و لا وظيفة من الوظايف إلا و اشتغل فيها .. هيك حتى صار عندو منظمة ..
القصة و ما فيها أنه حكمت استطاع حل مشكلة التقرير بحلب .. و بالعطلة الصيفية ترك منظمته بتركيا و نزل صيّف بحلب مع اهله.. و هلأ في 4 ثوار عندهن حالات بتر بالمعارك عم ينتظروه على باب المنظمة حتى يوقعلهن على ورقة مشان يستلموا أطراف صناعية ..
موطن الشاهد: في ناس ما بتعرف تدعيلها و لا تدعي عليها و لا تدعي على حالك؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق