الجمعة، 28 أبريل 2017

قصص أبو عبدو جارنا - اللعب مع الجان ج3 ...(14)

كانت مهمتي الجديدة أنه أقنع #أبو_عبدو_جارنا بالعودة للخطة المرسومة للانتقام من الشيخ أبو ابراهيم الدجّال، باعتبار أنا أكتر واحد مقرّب منه و بفهم عليه.

اجتمعنا الساعة ١٢:٠٠ ليلة قدوم الشيخ بدكان محمد المصلّح و هو دكان ضيق و طويل و مليان كراكيب... تلّة كراكيب عبارة عن قطع الكترونية قديمة، في بنص التلة هي ٣ كراسي و طاولة التصليح و ضو لمبَدير تبع المصلحين فوقها، انسحب محمد من القعدة و طلع و سكر الدرّابية "الغَلَق الخارجي" علينا و شغلنا اللمبَدير و قعدنا و كان أبو عبدو لسه عم يرجف و خايف:
أنا: أبو عبدو روق.. ليش مرعوب؟
أبو عبدو و صوته عم يرجف و عيونه عم تطلع يمين و يسار و فوق و تحت:
- دستور من خاطركن ..لك بدك تلعب مع الجان انت و هدول الجدبان!

بعد ما خلصت جملته انطفى الضو... و شهق أبو عبدو شهقة عظيمة .. و حاولت أشغل شي ضو صغير بس كانت إيدي عم ترجف و أنا عم أسمع أبو عبدو عم يتمتم و يبكي .. و فجأة تحرك شي من جوا التلة .. طقطقة و قطع عم توقع عالارض و صوت واحد عم يحكي كلام مو مفهوم كأنه عم يتجشأ... أبو عبدو حط ايدو على راسه و انكمش عالأرض و صاح:
- دخيلك يا سيدي .. أنا ما الي علاقة!

اشتغل الضو و دخل محمد عم يضحك و طلع من ورا الكراكيب أبو أحمد الخضرجي و هو مهستر من الضحك و أنا كنت مشترك بالتمثيلية و عم شوف ردة فعل أبو عبدو و خفت تجيه الجلطة...
أبو أحمد: لك أنت جدبة شي؟ ههههه قال دخيلك يا سيدي.. ههههه بلكي الجني طلع فرنسي ما بيحكي عربي!
محمد المصلح: لك قرا القرآن كله ... هههه أحلى أبو عبدو .؟؟

المهم شرحنا لأبو عبدو أنه هاد اللي عم يعمله الشيخ تمثيل و أنه في حدا عم يساعده، و بالفعل كانت أثر العلاج بالصدمة اللي عملناه مع أبو عبدو مفيد يعني صحيح كان رح ينجقم أو ينشل شلل نصفي، بس المهم النتيجة متل ما قال أبو أحمد الخضرجي.

بعد ما شرب أبو عبدو ٣ طاسات رعبة و هدي و رجع يبتسم شوي، حكالنا قصة خوفه من الشيخ و قلي:
- أنا وقت كنت صغير كانت أمي تحكيلي قصص عن الغولة قبل ما أنام...و عن المرة اللي الها رجل معزة، و ضلت سنة عم تاخدني عند الشيخ مشان يفك الرصد عن خالتي اللي وقتها عنّست و ما تجوزت .. كانت أمي تقله للشيخ: يا شيخي اختي صار عمرها ١٩ سنة و ما تجوزت..عنّست.. ما في بنت بعيلتنا تجوزت بعد ال١٥ سنة.. دخيلك يا شيخي.. و كنا شبه مداومين عند الشيخ و أنا عم اسمع قصص النسوان و الجان و الحسد و علاج العقم و الحجيبات و جلب الرزق.. و عم شوف الشيخ و هو عم يخرج الجني من الملبوس و هو عم يصرخ.. لحد ما الشيخ انتقل على غير مدينة و بقيت قصصه براسي..
- هاد أبو ابراهيم نفسه اللي كانت أمك تاخدك لعندو ؟
- أي نفسه .. كان وقتها عمره ٤٠ سنة، و هلأ عمره ٦٠ ...
- واخ يا أبو عبدو ... عشرين سنة عم يضحك عليكن ؟ و هلأ شو نصب عليك ؟
- ما معي شي ينصب عليّ .. أنا مفلس .. بس مرتي أم عبدو الله يصلحها رايحة لعندو من وراي و طلبت منه حلّ، و عطاها حجيب قال مشان صير شوفها ملكة جمال .. و ما تطلع عيني لبرى !
و نصب عليها سنارة الدهب اللي ورتانتها من ستّها عيشة ..

- و شلون صدقته للشيخ أم عبدو و عطته ياها!
- هاد لأنه أنا رحت لعنده بالسرّ كالعادة كل يوم المسى و طلبت الرضا و سألته عن الرزق .. و قلي خود هالورقة... فتحت الورقة ولا كلها كلام غزل حبيبتي و ام ولادي و قلبي و روحي......
قلتله: شيخي شو هاد؟ قلي احفظ هالكلام و قوله لمرتك ليل مع نهار من بكرة الصبح لمدة أسبوع و الرزق رح يكفت عليك لأنه في جني بيحب مرتك و هو عم يمنع عنك الرزق ..
اليوم بالليل كون قاسي و جافيها... و بكرة من فيقتك بلش و تغزل فيها...
و قلا لمرتي تحط الحجيب تحت راسي و أنا ما الي خبر... و من تاني يوم الصبح رح أتغير .......
المرة من جدبتها و فرحتها بكلام الغزل و التغيرات الطارئة على علاقتنا.. راحت طاير عقلها و مبسوطة و عطته الأسوارة اللي هي أغلى شي على قلبها و أغلى شي عنا بالبيت كمان...
- و شلون كشفتوا القصة أبو عبدو ؟
- البارحة الصبح فقت عم دور على باكيتي و قلبت المخدّة و  لمحت الحجيب بالصدفة... هو كان موصيها مليون مرة و مخوفها من أنه ينفتح الحجيب و أنه فيها خربان بيوت ..
أنا انزعجت و شقيت الغلاف و فتحته و لاقيت ورقة بقلبه مطوية على شكل مثلب و مكتوب فيها بخط كبير:
"تلحس طيزي أنت و مرتك" و انجقمت !

و ضحكنا ضحك عجيب غريب و فرجانا أبو عبدو الورقة و ضحكنا أكتر.. و هيك خلص أبو عبدو من عقدة الشيخ و رجع للخطة اللي باشرنا فيها و بالفعل تاني يوم أبو علي القصاب طلع لعند الشيخ الصبح و قله أنه أجاه شريك للحفر و رح يدفع ١٥ الف ليرة للشيخ مشان حق البخور و بده خريطة جديدة، قله الشيخ تعال المسى الساعة ٧:٠٠ متل ما توقعنا، و أبو عبدو طلع الساعة ٦:٠٠ عند الشيخ بزيارته الدورية و أخد منه الرضا...

عأساس أبو عبدو يزرع جهاز تنصت من اختراع العظيم "محمد المصلح" بس ما زبط معه و سهرني طول الليل على مقاومة و مكثف و هي الدارة و هديك الدارة .... قمت عصبت الصبح بعد فشل اختراعه ..و قلتله ليش هالعذاب عندي فكرة...

 و عطيت أبو عبدو  جهاز موبايل صغير كان وقتها نوعه "الكاتيل" حطيناه صامت و رد آلي.. و حطه أبو عبدو بقلب الزريعة بغرفة الشغل و بلشنا نسمع على قصص الشيخ....

محمد المصلح كان يحب بنت اسمها منال، هو بيته بالكلاسة بحارة قديمة، و راح لعند الشيخ أول ما أجا عالحارة و قله القصة و الشيخ عطاه سحر مشان تحبه منال، و قله خود هي الورقة و حطها بخزان بيت أهلها و بس شربت منال من ميتها اعتبرها صارت خاتم باصبعتك، و بالفعل محمد ما كذب خبر، و بليلة ما فيها ضو قمر طلع على سطوح بيته و قلب من سطح لسطح مشان يحط الورقة بقلب خزان بيتها لمنال، بس ما عرف اينا خزان الهن، و احتار بأمره شو بدو يعمل !

قام شقف الورقة و حط بكل خزان شقفة و قال بعقله و هو عم يضحك: رح يحبوني كل بنات البناية هيك .. و ندم لأنه ما نسخ الورقة و شلفها بكل خزانات الحارة و رضي بنصيبه.. طبعاً بعد أسبوع بعت أهله لعند أهل منال مشان يطلبوها و رجعت أمه قالتله: لك ابني هي البنت مخطوبة و بعد اسبوع عرسها!

اشتغل الضو الأخضر ركضت لعند الشباب و خبرتهن.... الكل اجتمع عند محمد المصلح نزّل الغلق و تجمعنا حوالي الموبايل و محمد جاب مسجلة كاسيت و كبس زر التسجيل... و أنا اتصلت عالموبايل .. و بلشنا نسمع الشيخ عم يحكي....

يتبع....


اقرأ الأجزاء السابقة :
الجزء الأول :
http://wael3adel.blogspot.com.tr/2017/04/1-12.html

الجزء الثاني :
http://wael3adel.blogspot.com.tr/2017/04/2-13.html








قصص أبو عبدو جارنا - الشيخ أبو ابراهيم لفك السحر يسكن في حارتنا ج2 ...(13)

لم يكن هناك فرق
صورة توضيحية لآيباد ١٩٨٠


كان في تلفزيون قديم شاشته بحجم شاشة الموبايل اليوم بس هاد موبايل تبع الف و تسعمية و خشبة...
صورته ابيض و أسود متصدّر جوا محل ابو علي القصاب و ما حدا بيلمسه غير أبو علي لأنه كله لحمة و زنخة..
و متعودين على صوته اللي بيخن متل واحد بالع لقمة كبيرة و عم يغني..  و نحن و قاعدين قدام محله على الكراسي الواطية..

سألتهن: اي و شو رح تعملوا بس يرجع؟...
ساد الصمت.. و أنا تنقلت بين الوجوه الأربعة.. موسيقى حماسية من التلفزيون صار صوتها عالي و المذيع عم يقول بادر بالانتساب للكلية البحرية... و طلعت على أبو علي اللي رفع راسه لفوق بافتخار و جقم تمه و دفش نضارته الطبية الملزوقة بشرططون طبي "لاصق طبي" أبيض ملون بكل ألوان المحل..
استغربت ! و طلّعت على أبو أحمد الخضرجي كمان نتَر النصية الخضراء تبعيته نترة عصبية و طلع لفوق!
أبو محمد زورني.. و محمد المصلح ابتسم ابتسامة خبيثة !

انقطعت الكهربا فجأة راح صوت الموسيقا العالي و صاح زقزوق الصغير من بعيد : خبيصة خااااااابيصة...
الكل تنحنح و رجع طبيعي و أنا هزيت براسي و قلت الله يثبت علينا العقل و الدين!

أنا: أي و بعد هالفاصل المؤثر شباب ؟ اتفقتوا شو رح تعملوا بس يرجع.... نفختوا معلاقي!
محمد المصلح: عملنا خطة و بدك تشارك معنا ..
أنا: لك أنت بتضل أسبوع عبتقرأ مخطط البورد تبع التلفزيون و ما بتفهم عليه .. عملت خطة و بدك شارك معكن!
أبو علي: لا تجور علينا يا أبو فاروق نحن منضل أهل حارة و لازم تكون معنا بالخطة.. أنت بلكونك مقابيل بلكونة الشيخ.. و دورك مهم ...

بلشنا بالتجهيز للخطة و جهزنا كلشي اتفقنا عليه و أجا الشيخ و احتفلنا فيه و بست ايده و أنا ندمان متل ما اتفقنا.. و دعيت عليها بالكسر و اعتذرت عن الطلعة لعنده عأساس عندي شغل...

أبو علي بعد الاجتماع يوم اتفقنا عالخطة و بعد ما راحوا الشباب ..سألته: شو صاير معك.؟ ليش كل هاد ملؤوم من الشيخ!
قلي: هاد ياسيدي أول ما أجا الشيخ عالحارة و طلعنا لعندو نسلم عليه بمعية أبو عبدو .. سلمت عليه و وشوشني قلي:
أنت أبو علي و متجوز فلانة و عندك منها ٣ بنات و صبي و انت انسرقلك مبلغ من ٦ سنين و تسجل ضد مجهول ..

أنا انشلشت و قلتله: أي!
قلي: أنا بدي عوضك عنهن لأنك انسان كويس ..

و جيت لعنده المسى بالسر متل ما اتفقنا بدون ما حدا يعرف لأنه قلي أنه الحساد كتار.. دخلت عالبيت و فتحتلي مرته و استغربت انها استقبلتني عادي و حاطة مكياج على وجهها و ابتسامة سكرتيرة!
أنا خفت و غضيت البصر قلت عيب هي مرة الشيخ... صحي بتغطّي وجهها بالشارع و مرة سمينة و مرة ضعيفة اكيد من كراماته هي .. يعني ما بيصير .. بعدين ما حسنت قاوم رجعت أخدت نظرة تانية و شكرتها و دخلت و أنا عبطلع على رجليها البيض و المناكير على اصابيعها.. شفت رجلين الشيخ صاروا جنبها بجراباته الفضي ارتعبت و قلت : السلام عليكم ...
قلي و عليكم و دخلني عالغرفة المطلّة عالبلكون ..

جاب المنقل و البخور و بلش حشكروش و منكروش و كلام ما فهمته و طلاسم غريبة لحتى انفتح باب البلكون و انطبق ٣ مرات ... أنا جمعت بعضي عزاوية الكنبة من الخوف و هو قلي بصوت رخيم و بلحن غريب: هي العلامة ... رح نبلش ..
و قلتله أنا و عم ارجف: أمرك شيخي.. شو القصة بس و شو أعمل!
قلي و هو عم يرج راسه و يرجف صوته و يطلع لتحت عالبخور و الجمر تحته و الغرفة عتمة مع وناسة خضرا بس: برررررر....في جرة دهب .. موجودة بمكان قريب المكان معتم و الجرة مرصودة و ملك الجن الأحمر رح يساعدنا على فك الرصد.. الجرة تحت الأرض ب ٤ أمتار و ١٠ سنتم ..
أنت رح تحفر و تجيب الجرة و منتقاسمها بالنص.. ماشي يا ابو علي !
قلتله: م م م م م ماشي...
قلي: هلأ بتمسك هدول البخورات ... بس رفعت راسي لفوق بتشلف الأحمر عالنار ... و بس اشرتلك بإيدي اليمين بتشلف الأصفر.. و بس أشرتلك باليسار بتشلف الأزرق... ماشي يا ابو علي.. برهتييييه كريررررر يا اسيادنا....

و راح و غاب و صار يتشنج .. المشكلة أنه أنا كنت متلبك و مرعوب و خايف و أول مرة بنحط بهيك موقف...

بعد دقيقة و هو عم يبربر و يصيح و الأبواب عم تخلع و الكنبة عم تهتز من تحتي ... رفع راسه لفوق .. أنا كنت مغمض عيوني و قلبي عم يرجف .. صاح صوت عالي و طلعت عليه و تلبكت اكتر شلفت البخور الأزرق ... هز براسه و عصب أكتر و رفع ايدو اليمين شلفت الأحمر.. و عصب أكتر و صاح بكلام ما فهمته و انخبط الباب بقوة و شلفت كلشي بإيدي عالنار من الرعبة ولّا الشيخ تشطح بأربعته كأنه انشلّ و صار يطلع الزبد من تمه !
أنا هربت و رحت عالبيت و ما نمت الليل و كل شوي يخطرلي خاطر ..

سألته : أي و بعدين !
أبو علي: بعدين شفته و اعتذرت و قلي عادي و دلني عمكان الدهب و قلي بدو حق البخور شي ٢٥ الف ..
أنا: بس قلتلي أنك صرفت خمسين الف!
أبو علي: أي جاييك بالسيرة..

هاد يا سيدي قلي أنه في جرة دهب مخباية بمنطقة المغاير و رحت سألت و دقدست و عرفت أنه في قبو قريب ممكن استأجره و استأجرته و دفعت ١٠ الاف ليرة ل ٣ شهور و عأساس بدي أعمله مستودع و بلشت جيب كراتين... و القبو بمنطقة سكنية و صاحبه ختيار و بيته فوق القبو .. ركّبت باب حديد للقبو و كلفني ٥٠٠٠ ليرة مع قفل الجوزة و عدة الحفر و هالقصص .. نزلت بعد كم يوم و معي القزمة و المجرفة و عدة الحفر متل ما وصفلي الشيخ تماماً... بس صاحب البيت حسّ على الصوت .. وقفت الحفر و رجعت أدرس الموضوع... و بالأخير عرفت أنه الحجي بيشرب و بيسكر!!
و بس سكر ما بقى يحس على شي ... و صرت كل يوم جبله مشروب و حطه على باب بيته بكرتونة و اتخبى .. و مشيت الخطة و بلشت احفر و الحق العلامات اللي عطاني ياها الشيخ...
أنا: أوف ! أنت جبتله المشروب!
ابو علي: الضيقة و الفقر و الطمع و الحلم .. بيعملوا منك انسان تاني يا أبو فاروق ما بدي أحكيلك شو بكيت  و استغفرت ربي بعدها ...
أنا: أي شو هي العلامات ؟
أبو علي: علامات كتير أهم وحدة أنه إذا أنا و عم احفر اذا طلعتلي حجرة بشكل قلب أوقف حفر لأنه رح ينرصد الدهب ..

اجاه زبون لأبو علي و دخل يقطعله ربع كيلو لحمة و يفرمها على ايده باعتبار مقطوعة الكهربا.. و ابو علي معلم بالايقاع يعني كنت اكتر شي انبسط بالقعدة عندو لما بدو يعمل لحم بعجين .. ريحة الخضرة المفرومة مع ايقاع ابو علي عالدف بيعمل جو غريب ما بنساه .. كنت عم غني مع ايقاعه : في ناس بترضى بأي حاجة بعزّ ما هيّ محتاجة .. كانت هي الغنية دارجة بوقتها...

رجع ابو علي و معه كاسة شاي -زفرة طبعاً- و تابع القصة:
وين وصلنا؟ ..أيه .. بلشت أحفر و تعبت و انكسر ضهري برابع يوم ما كنت حافر نص متر.. اضطريت احكي مع محمد المصلح و شاركه بالقصة و صار يساعدني و انسلبت عافيتنا من الحفر و بعد تسع ايام و  بنص الحفر و العرق و التراب على وجوهنا صايرين طين و التعب كاسر ضهورنا ... صاح محمد : ابو علي هي الحجرة على شكل قلب شوف! و ضحك
لعمة محمد ما بيعرف بالقصة .. قلتله استراحة شوي هلكت.. و قعدت افكر .. و قلت لا ما بدي اوقف .. و تباعت حفر و بالفعل طلع في مغارة كبيرة ... نزلنا عليها و نحن عم نبكي من الفرحة و ندور هون و هون و ننكش حيطان المغارة و ما نلاقي شي..
من كتر اليأس و الاحباط ما كان الي حيل ارجع عالبيت و نمت بالقبو و أنا عم ابكي لتاني يوم استنيت الحجي حتى راح و رجعنا عبيوتنا أنا و محمد طابين راسنا بالارض ..

أنا: ههههه يعني ما لاقيت الجرة ؟ و الشيخ شو قلك؟
أبو علي: قلي أنه لو موقف حفر وقت لاقيت الحجرة كان رجع فك الرصد عن الجرة و كان ما خلى الجان ينقلوها لمكان تاني..
أنا: أي! و شو علمت ؟
أبو علي: قلي بدو ٢٥ الف تانية .. و أنا قلتله بقي معي تسع الاف ما معي غيرهن ابداً بعت الدهب و صرفت رسمال المحل.
و بلّش يعمل بخّور و رجعنا حفرنا و نفس القصة ... ما في شي..
و يئست و ندبت حظي لأنه ما رديت عالشيخ و ما وقفت حفر وقت لاقيت الحجرة...


الخطّة اللي رح ننفذها بالشيخ نحن الخمسة ..الها خطوات و على مدار أيام ... أنا دوري سهل بس مراقبة البلكون و معرفة مصدر الحركة تبع الباب و الضو ... أصعب دور رح يعمله الخاسر الأكبر أبو علي و رح يكون بالواجهة و قال أنه مو خايف و ما بقى عندو شي يخسره.. و أبو عبدو كان أكتر واحد خايف لأنه لسه عندو أثر قناعة بأنه الشيخ بيلعب مع الجان ... و محمد المصلح اللي بيضحك دايماً متل الأهبل هو اللي حط الخطة بناءً على فلم مصري شافه هو و صغير... و كان لازم نبلش الخطة يوم وصول الشيخ عالحارة بس المشكلة أنه أبو عبدو تراجع باللحظة الأخيرة و خاف و هستر و صار يرجف و أجلنا التنفيذ لتاني يوم .. و بالفعل تاني يوم .....

يتبع ....



اقرأ الجزء الأول من القصة:
http://wael3adel.blogspot.com.tr/2017/04/1-12.html

اقرأ الجزء الثالث من القصة:
http://wael3adel.blogspot.com.tr/2017/04/3-14.html









الخميس، 27 أبريل 2017

قصص أبو عبدو جارنا - الشيخ أبو ابراهيم لفك السحر يسكن في حارتنا ج1 ...(12)

بحارتنا كان في أشخاص تراقبنا بغرض الفضول يعني ما يراقبونا مشان يتفاسدوا علينا، و لكن هيك تعوّدوا خصوصي "أبو علي القصاب و أبو أحمد الخضرجي و أبو محمد بياع السحلب و محمد المصلّح".. هدول كانوا مصدر معلومات، يعني إذا شفت حدا و أنت ماشي بالشارع و سألك عن بيت فلان .. تلقائياً بتقله اسأل واحد من هدول الأربعة .. أو إذا حدا عبيسأل مشان خطبة و جازة و بدو تاريخ العيلة المفصل فعندهن الأرشيف.. و إذا اجتمعوا هدول الأربعة يا لطيف شو بتصير قصص و حكايا...

و كتير من الأحيان بيجتمعوا مشان استكمال معلومات ناقصة عند واحد بيصححها التاني بإثباتات و أدلة، و أحياناً في معلومات بتضل عايشة ضمن نظريات واحد أو تنين منهم و بيبقى الخلاف عليها معلّق و بينتهي الحوار فيها بجملة "متل ما قلتلك أنا"....

و وحدة من أهم هي القصص المعلّقة اللي ما متفقين عليها الشباب الاربعة هي قصة الشيخ أبو ابراهيم.. اللي أجا عالحارة و استأجر بيت "أبو عماد النبلي" و قعد فيه ست شهور و خرب الحارة و طلع...

يوم اللي أجا فيه عالحارة بتذكر كنت أنا رايح عالجامعة و نازل من البيت و شفت منظر غريب كتير... شفت #أبو_عبدو_جارنا يومها عم يبوس إيد الشيخ أبو ابراهيم اللي كرشه كبير و لابس كلابية بيضاء و اله لحية سوداء محنجرة و ماسك بإيدو سواك و حاطط قرعية "أو عرقية" على راسه.. و كانوا شباب الحارة اللي بيشتغلوا بالفاعل كلهم و النجار و صناعيته عم يفضوا الشاحنة و يطالعوله أغراض بيته للشيخ و هو واقف عم يوزع ابتسامات ..

قلت لأبو عبدو أنه ما ارتحت لهالشيخ اللي كل الحارة عم تخدمه و تبوس ايده و قلتله أنه أنا إيد جدّي بالزور ببوسها بدك ياني ابوس ايد زلمة غريب على إيش يا بابا؟
أبو عبدو تلون وجهه ست سبع ألوان و كان شايل كيس مشتريه من عند السمان وقع من ايدو من الصدمة...و انكسر البيض اللي فيه و قلي و هو مفنجر عيونه و ملامحه جمدت و صوته عم يرجف و صار خشن كتير ليش ما بعرف:
- أنت مجنون شي يا ابو فاروق؟ بدك تروّح حالك؟ هاد الشيخ أبو ابراهيم صاحب الكرامات و بيفك السحر و بيقرا للملبوس..

مشينا كل واحد مزعوج من التاني و عم يزاوره و أبو عبدو غضب عليّ، و الشيخ وصله الخبر و صار ينشر أنه أنا كافر بين أهل الحارة و صرت كل ما عدّي من جنب حدا من أهل الحارة حتى اللي ما بعرفهن اسمعه عم يتفتف و يتعاوذ من الشيطان و أنا كنت أضحك بصراحة لحتى أجا هداك اليوم.

كانت المطر عم تكبس و الرعد عم يرعد، و السيول عم تمشي بحارتنا و التكسي اللي عدّت رشقت مي عشر امتار و صوت المي مع صوت واحد عم يصرخ و يشتم الشوفير هو موسيقا الشتاء الاعتيادية... قبل المغرب بساعة الجو كان كئيب و مرعب و ذاكرتي بتقلي انه حزين، كنت عم اركض عالبيت بعد ما نطيت من الباص الاحمر الكبير و وصلت عالحارة و تفاجأت بزحمة ناس تحت بناية الشيخ -التي تقع مقابل بنايتنا تماماً- واقفين تحت المطر و متجمهرين حول سرفيس (نبل-زهراء) و عم يتفرجوا على شي ما عرفت شو هو..

قربت اكتر بداعي الفضول و شفت الشيخ جوا السرفيس و عم يقرأ قرآن بصوت عذب و في بنت تحت ايده حلوة عم تصوي و هو عم يضربها بخرطوم "بربيش" و يصيح :أخرج .. أخرج.. من أنت .. ما اسمك!

أول مرة بشوف قدام عيني هاد المشهد الدرامي المرعب، دارت براسي ست الاف فكرة "أنه في جن و في لبس و بيجوز يكون الموضوع مزبوط و بيجوز تكون حالة نفسية و العلم قال و الدين قال و ال..." لحتى ركضت البنت حفيانة و هربت من السرفيس و اشتغل الصراخ و العياط... و هي عم تركض و وقع حجابها و دار رجال الحارة وجههم و حطوا ايديهم على عيونهم حطة رجل واحد و قالوا: استغفر الله... و لحقوها اهلها و الناس و سادت الفوضى بالحارة ...

رجعت البنت و هي شكلها معها مرض عصبي أو شبه عالبركة... طالعوها على بيت الشيخ.. و مشي السرفيس بالليل و معه الاهل و البنت ...

أم عبدو جارتنا صارت كل يوم ترش ملح على درج البناية و تعمل خط ملح قدام بيتها... و أبو عبدو صار يشيل حجيب و طول النهار يحط على قنوات المشايخ تبع السحر و الشعوذة.. و صارت الاجتماعات الصباحية النسوانية كل يوم تحكي بهالقصص و كل وحدة شو صار معها قصص و هي و صغيرة و شلون انفتح الباب و اشتغل الضو و طفي و شلون سمعت صوت طقطقة و هي القصص الكتيرة و انشغلت الحارة بقصص السحر و الشيخ...

بعد فترة بتفاجأ أبو عبدو جارنا لابس عرقية و طالع لعند الشيخ عالبيت و معه سبعة من رجال الحارة .. ركضت عالبلكون و شفت غرفة الشيخ المطلة عالشارع مشعول فيها ضو أخضر و دقايق و باشر الصوت ... 
الله ... الله ... الله ... حي... مدد .. مدد

قلت بعقلي هاد الشيخ خالط المذاهب و الطرق و الاديان ببعضها، و ما عرفت شو قصة الذكر، و لا فهمت إذا كان هاد الشيخ متصوف و لا متطرف و لا متشيع و لا متسلفن!
كان كل أسبوع في ذكر يوم الاثنين تحديداً الساعة ٧:٠٠ مساءً بيشتغل الضو الأخضر و بتتعطر الحارة بالبخور و بتسمع صوت الرجال عم يذكروا الله ... يمكن كانت الشغلة الوحيدة اللي ما زعجتني من الشيخ .. لحتى بلشت الحارة تتغير ...

صار الربيع .. و شجرة التوت اللي بالحارة بلشت توقع منها التوتات الخضر و تعمل بقع حواليها .. و بتذكر بدخول الربيع أول مرة بيطلب مني بيوم واحد "أبو عبدو و أبو أحمد و أبو علي" دينة لراس الشهر.. و أنا طبعاً ما معي ليرة زيادة.. و سردت الحكاية و الكل صار يطلب و الحارة أعلنت افلاس عام!

أبو أحمد صار يقعد يكش دبان و يبيع خضرة بايتة و صار محله مهجور! و ابو علي القصاب صار يجيب لحمة بالكيلو و الكليين من عند قصاب رفيقه بحارة تانية و يكش دبان أيضاً .. و التكسي اللي مصفوفة بالحارة ما بقى تتحرك صاحبها اللي ما بعرف اسمه ما بقي معه حق بنزين...و صرت أدخل عالحارة و حس أنها حارة مهجورة و انسحب منها الدسم .. و سألت الكل عن القصة ما حدا يعترف و الكل يكابر عاللي صاير معه .. 

الاثنين اللي بعدو كان الجو ربيعي بامتياز .. جهزت بريق الشاي و القعدة عالبلكون مشان استمتع بالذكر و المدائح، صارت سبعة و نصف و ما صار شي .. و اهل الحارة بلشت تعلى أصواتهم تحت .. مديت راسي من البلكون و سمعتهم عم يتعاتبوا:
أبو أحمد: أنت الحق عليك يا ابو عبدو .. انت قلتلي انه شفا بنت خالك و رفيقك بالسكري ..
أبو عبدو: أي انا قلت اللي حكولي ياه .. اذا قلتلك زتّ حالك بالجب بتزتّ؟

و استمر الجدال و الصراخ و أنا انزعجت أنه ما في اليوم سهرة ذكر و ضبيت العدة و دخلت اتفرج عالتلفزيون، و تاني يوم نزلت و أنا ماشي بالحارة ما حدا استعاذ من الشيطان و لا بصق! استغربت الحكاية حتى أبو أحمد الخضرجي رد السلام بصوت عالي و أبو علي قلي تفضل خاي تعا شراب كاسة شاي.. قلتله و الله عندي شغل المسى بشوفك ان شاء الله ...

المسى كانت قفلة الحكاية و اجتمعوا المصادر الأربعة للحارة و قعدنا قدام دكانة أبو علي اللي ريحتها نضافة لأول مرة بالتاريخ .. لأنها ما شافت اللحمة من شهور! 
أبو علي: أهلين بالشباب ... وينه ابو عبدو لكان .. الله يعدمني قامته!
أبو أحمد: دقيقة بيجي بيكون عبياخد اذن خطي من المدام ههههه
و ضحكوا الكل .. انا ما بستغرب لأنه أهل حارتي قلبهم طيب كتير بعرفهن .. شقد ما كانت المشاكل كبيرة تاني يوم بينسوها و بيضحكوا و بترجع العلاقة متل قبل.. لأنه كلهم بيعيشوا يومهم و ما عندهن شي يخسروه و عادي انه إذا مرت عليه أزمة مالية بيرجع بيبلش من الصفر .. أصلاً كل شهر شهرين منبلش من الصفر ...

محمد المصلح: هه و هي ابو المصايب .. أهلين أبو عبدو كنا عم نحكي عليك بالمنيح ههههه
أبو عبدو: صب شاي .. يبلاني بقتلي يا ولاد حارتي شقدني جحش...
صوت جماعي "محشوم أبو عبدو" 
أنا: لك اش في؟ أش عبصير معكن؟
أبو عبدو: أنت كافر خليك على طرف ...
و الكل ضحك و أنا مستغرب ...
أبو علي: هاد يا سيدي .. ابو ابراهيم الشيخ طلع مساعد بأمن الدولة .. و شفط كل مصارينا عأساس يعالجنا من السحر و يفك الرصد .. و طار !
أبو أحمد: طار بالهوى شاشي و انت ما تدراشي ...
الجميع " يا شيخي"
أنا : لك شلون طلع مساعد بأمن الدولة يعني!
أبو عبدو: متل ما عبقلك ... شفته بعيني و سألت و تأكدت .. و هلأ هو محبوس تأديبي ١٥ يوم لأنه كبر كلام مع معلمه بالفرع.. و رجعان بعد ٣ ايام ...
أنا : أي و شو رح تعلموا  بس يرجع؟....


يتبع....










الأربعاء، 19 أبريل 2017

قصص أبو عبدو جارنا - معارك شدّ الشعر في النزوح ...(11)


ب ٢٠١٢ أول ما بلشت المسلحة بحلب و قرب الجيش الحر على بستان القصر أبو عبدو وقع قلبه و قلي أنه رح ينزح لعند بيت أخته على حلب الجديدة كم يوم ريثما تنتهي القصة بالحارة، خصوصي أنه بيتنا قريب من المخفر...

و بعد ما تحرّرت بستان القصر شفت أبو عبدو رجعان عالحارة و عم ينزّل الأغراض من السيارة شناتي سناتي، سلمت عليه و سألته أنه ليش رجعت أبو عبدو؟ لسه القصف شغّال و كل يوم و الوضع أبشع من وقت نزوحك! ما صارلك أسبوع نازح؟

قلي: يا سيدي قصة طويلة..
و حطّ الشناتي على طرف الرصيف و قال للأولاد يطالعوهن عالبيت و شغّل سيجارة على قهر و كمّل:
قررنا ننزح لعند بيت أختي باعتبار هي عايشة مع ابنها لحالهن بحلب الجديدة و بعد ما وصلنا ب٤ ساعات و أهّلوا و سهّلوا فينا و إذ... بيندقّ الباب.. بيفتح ابني عبدو... ولا جاي أخوي و مرته و ولاده كمان... و بعد نص ساعة اجت أختي التانية و معها كناينها التنيتين و أخت كنتها و حماة ابنها!
- أي!
ـ أي أشو أي! ما في حلّ يعني الكل خايف من الرصاص و القصف و اتفقنا نتحمل بعض هالكم يوم اللي بدنا نقضيهن شلون ما كان ريثما يتغير حال حاراتنا ... أخوي ساكن بهنانو و أختي بطريق الباب و بيت حما ابنها بصلاح الدين و الوضع اضرب من بعضه....
- أي منيح و الله.. معناها جاي زيارة و راجع!
- لا و الله ..

و قعد أبو عبدو عالرصيف و نفخ نفخة من سيجارته حسيتها سودة من كتر مو مقهور و قلتله فضفض أبو عبدو أنا متل أخوك..
- من أول ساعتين أختك أم عبدو أخدتني على طرف و قالتلي هدول الشرنّات كناين أختك أش جابهن.؟ ان شاء الله بدي اجلي و اطبخ و أغسللهن؟ أبو عبدو هيك ما اتفقنا هه! هدول مملخات ما بيشتغلوا شغلة و نحن صرنا بالبيت عشرين نفر!
قلتلا : يا ام عبدو يا عمري أنتي عقلك كبير .. نحن مو جايين سيران.. نحن نازحين هربانين من القصف و الموت...

و سكتت أختك أم عبدو و هزت براسها كأنه حكيي ما عجبها و راحت "دون أن تنظر خلفها"، و ما في دقيقتين سمعتلك صوي و صراخ و عويل من المطبخ.. ركضت و شفت أم عبدو علقانة مع وحدة من البنات و بلش العضّ يا معلم.. و لك أنا ما بحسن أقرب و لا أطلع هدول غريبات يعني و انشال حجاب وحدة و أنا درت وجهي و أعيط و اصرخ و أشجب و أستنكر و لا كأنه حدا عم يصرخ لحتى أجت أختي الكبيرة و شمطتهن كل وحدة كف و بعدتهن عن بعض و رتحت أم عبدو على الغرفة و هي عبتبكي...
لحقتها أبهدلها و لا شفتها عم تضرب حالها و تضب غراضها و عم تشكي و تبكي حظها..كل هدول مع بعض بنفس اللحظة.. و لسه ما قلت : ولك أم عبدو أنا مو قلت.....
قاطعتني و عيونها محمرّة و دموعها بطولها و عبست و تولّت و هي عم تكزّ بسنانها كأنها بدها تاكلني:
- قلت و لا ما قلت .. أنا هون ما ببقى و لا ثانية ... أنا وحدة مسفّقة تقول عني "طابة" و التانية تضحك متل النسناس! أبو عبدو أنت على العين و الراس.. أنا رايحة عند بيت أخوي بتحب تجي معي أهلا و سهلا ... ما بتحب أنا مستحيل أضل..

و بعد نقاش طويل و مرير بقينا ليلة و نمنا فيها شلون ما كان و تاني يوم الصبح صالحناهن و اعتذروا منها و طلعنا عند بيت أخوها ابو فوزي...

- أي و أنت شلون علاقتك فيه أخوها؟
- و الله ممتازة ما في غير كل ودّ و احترام ... لحد ما رحنا نزحنا لعندو...
- خير شو صار كمان؟
- نحن دقينا الباب و فتحلنا ولد عمره ٥ سنوات ما منعرفه ... قلتله مرحبا عمو.. قام بزق علي مي كان مجمعها بتمه و هرب! و اجا وراه أخوها و قال هاد ابن ابن حماه بدنا نتحمله لأنه سعدان كتير و ابن حماه متصاوب و قاعد بالفرشة و وضعه صعب.. و دخلنا نحن و ولادنا ال ٤ و شناتينا..و دخل اخوها على غرفته و ٣ ساعات و نحن قاعدين بالصالون و ما حدا اجا استقبلنا أو سلم علينا .. ما في غير هالقرد الصغير يجي يسبنا أو يشلف علينا أكل أو مي أو وسخ و يهرب.. و نحن قاعدين بدون صوت و مسيطرين عالاولاد و ما نسمع غير دقة الباب .. فتح السعدان ولا جاي اخوها ابو فايز و معه مرته و ٣ اولاد .. و بلشت الحفلة ...
- وين ساكن ليش ابو فايز؟
- ساكن بالجميلية .. و ما في شي .. بس مرته غارت من اللي عم ينزحوا و قال هي شو ناقصها كمان بدها تنزح! و تحججت انه خايفين من القصف يقرب عليهن...
- أنه معتبرتها موضة النزوح؟
- شو بعرفني عقل النسوان و جوزها ابو فايز ما بيرفضلها طلب و بيقتنع منها بكلشي بتقوله .. و أول ما دخلت و شافت أم عبدو متصدرة و قاعدة عالديوانة "الصوفا" ... قالت و هي عم تكز .. الله لا كان جاب الغلا.. و أختك أم عبدو قامت وقفت عالديوانة و صاحت.. أش قلتي يوم .؟ هاد بيت اخوي و الصدر الي صح و لا لأ أبو فوزي؟ و أنت مالك لسان ترد عليها أبو فايز و لا قطعتلك راس القط عالسرنوّة الفاجرة؟
 و بلشت معركة اللسانيات بيناتهن و اشتغل الضرب و شد الشعر و السعدان الصغير يضحك و يروح يجيب سطل مي و يرشهن و ارتفعت وتيرة العراك و ضربنا بعض انا و ابو فايز و اجا ابو فوزي يخلصنا و اكل بوكس طايش و قلعنا كلياتنا من بيته و رجعنا عند بيت اختي عيني زرقة و ام عبدو وجهها مشحر...
- حسبي الله و نعم الوكيل.. يعني نمتوا عند بيت اختك هديك الليلة...
- ههه يا ريت... قوم قوم نشرب كاسة شاي عند أبو أحمد الخضرجي و اكملك ...
- أبو أحمد مسكر قال نزح عند بيت أخوه بالحمدانية..
- أي و الله نسيت.. ولاك عبدو قول لامك تعمللنا كاسة شاي روح...
و تابع أبو عبدو سيرة النزوح اللي قضاها خلال أسبوع واحد و أحداث أكشن كل يوم تصير معه و يتقلع من بيت و يروح على بيت تاني ... و أجت الشاي لما وصلنا على آخر بيت  و قال ابو عبدو:
- و نزلنا ببيت رفيقي أبو صابر بالإذاعة باعتبار هو سافر عالضيعة عند أهله و بعتلي المفتاح .. هون ارتاح راسي و قلت خلص هالمرة رح نقعد هون شهر ريثما تخلص المشاكل الخارجية و ما بقي عنا مشاكل داخلية.. دخلنا عالبيت و وزعت ام عبدو الاغراض و استكشفت البيت و الحمام و المي و هالقصص و انا شفت وضع المي و الكهربا و الابواب ... و بعدها قعدنا نرتاح و قلت لام عبدو تعمللنا كاسة شاي نروق شوي.. قالتلي حاضر و راحت عالمطبخ و لسه ما شغلت تحت البريق منسمع صوت ضرب رصاص ماله والي.. تجمعنا بالغرفة مرعوبين و لا نزلت قذيفة عالسطوح و الغبرة عجت عج.. و نزلوا الجيران كلهن لعنا باعتبار البيت أرضي و وحدة من الجارات كانت "رغدة" و قبل ما تسالني مين رغدة... هي كانت خطيبتي قبل ما اخطب ام عبدو... و بلش القواص الداخلي و وصلنا للطلاق انا و ام عبدو .. و هربت من البيت تحت القصف و بين الرصاص و لحقتني ام عبدو و الاولاد و طلعنا بتكسي و قررنا نرجع نموت ببيتنا أحسن ما نموت بمعركة شد شعر و بوكس عديل أو ابن أحما... و طلعنا بالتكسي و جينا...

شربنا أنا و أبو عبدو شفة من كاسة الشاي و لا أجت أول سيارة .. كان ابو أحمد و مرته و ولاده .. أبو أحمد عينه زرقا و حاطط لصقة جرح على جبينه ... و ضحكنا أنا و أبو عبدو و أشرلي بعينه على عيلة أبو محمد و بعدها عيلة خالد و بعدها عيلة أبو علي ... كلهن رجعانين مهركلين و هاد اللي عينه زرقا و هاد المشحّر و هاد المضمّد...

#موطن_الشاهد:
المرة ما عندها أغلى من كرامتها .... لا حرب و لا قصف بيخليها تسكت عن إهانة....


الثلاثاء، 11 أبريل 2017

قصص أبو عبدو جارنا - قلوب مليانة ...(10)

بعام "2000م"كان #أبو_عبدو_جارنا راجع من شغله من (معامل بلليرمون) عالحارة عبستان القصر، و  هو بباص الشغل و الأصوات عالية .. هاد عم يمزح مع هاد، و هاد عم يغني، و حسن الختيار عم يدخّن حمراء عالشباك و ضحكته عالية باخرها بيسعل دائماً، و الشوفير عم يصرخ يا ابو علي وين بدك تنزل عند المفرق و لا عند الجامع، و الشبابيك عم ترجّ بصوت متل ايقاع الطبلة، و فجأة....
الكل سكت..
صمت و سكون... لك حتى الشبابيك خرس صوتها..
بعد ما صاح (زقزوق الصانع) يا شباب مات الرئيس..مات حافظ.. اسمعوا.. و على الراديو..
 كانت المفاجأة صادمة يعني ما حدا بيتخيل انه الرئيس يموت حسب كلام ابو عبدو جارنا!
و الراديو عم يبكي على سيادة الرئيس ... و الشوارع كلها صارت بعين أبو عبدو بالابيض و الاسود و كلشي صامت و لزج و بطيء!
وصل الباص عساحة سعد الله بعد ساعة من خبر موته لحافظ الاسد.. كان في ناس واقفة بالساحة و رافعة أعلام سوداء و في واحد شايل صورة لحدا ما تذكر ابو عبدو وين شايفه.. ابو عبدو قال:
 - بصراحة ما حدا استرجى لا يزعل و لا يفرح.. و لا حدا سأل و لا سؤال.. كل اللي انحكى ريثما وصلنا عبيوتنا كم كلمة: عندك ... الله يعطيك العافية..
نزل ابو عبدو من الباص و عم يتلفت حواليه و يراقب الناس و الناس كلها كانت عم تراقب بعضها شي بيشبه يوم القيامة.. و انه في حدث فوق الطبيعة صار ما منعرف شو رح نعمل و لا شو رح يتغير ... ابو عبدو قلي: نحن اكلنا قتل كتير و ما بدنا نغير العصاية خلي تضل الامور عحالها.. يعني تعودنا عالفلقة ليش نغيّر.. و ابنه متله يعني ما رح يختلف علينا شي..
طبعاً أنا كنت ساكت متل الكل و ما جاوبت ابو عبدو بس ابو عبدو خاف مني لانه ما حكيت رأيي.. و راحت الايام و اجت الثورة و شافني ابو عبدو عم اطلع مظاهرات و أمنلي و حكالي:
 - يومها قلتلا لأم عبدو أنك ما قلت رأيك.. قالتلا لأم أحمد و أم حمد قالتلا سمعت أم سمعو أنه أنت مخبر و أنه حاكي علي.. و حكيت لأبو أحمد و أبو أحمد قله لأبو محمد بياع السحلب و أبو محمد حكى لخالد أنه أنت مخبر و أنه أنت بدك تأذيني و صار الكل يعرف انه انت مخبر الحارة...و الكل صار يحترمك و ما بقى يحكي شي قدامك و وقت أجت الثورة سألت أم عبدو و أم عبدو سالت أم سمعو و قالتلا لا انا ما هيك حكيت أنا قلتلك أنه بيعرف (واحد مخبر و انه اسمه علي) مو انه (هو مخبر و عم يحكي عليه).. و انا طوال السنوات العشرة الماضية خايف و عم احسبلك الف حساب.. كرمال كلمة مرة عدلتها و غيّرت أقوالها!
موطن الشاهد: إذا سمعت شي عن صاحبك اسأله.. لا تحقد و تلتئم من قيل عن قال..