لما كان #أبو_عبدو_جارنا صغير و أول ما شاف بالتمانينات فلم مصري فيه "بوسات" و تشليط.. بلش يفكّر و يحلم بالجنس الآخر، و قلي أنه و هو صف سادس كانت أقصى أحلامه هي أنه يشوف بنت الجيران مزلطة!
و كان يتخيل قبل ما ينام أنه لبس طاقية الإخفا تبع افلام الكرتون و دخل على حمام النسوان، و كان يحاول دائماً أنه يختلس النظر على غرف المشالح لما يروح على بياعي الألبسة النسائية مع أمه، و أحياناً يسرق نظرة من هون أو من هون، بس بالليل كان يبكي و يستغفر ربه كتير و يتوب و يقول حرّمت هي آخر مرة يا ربي سامحني و لا تاخدني عالنار.
أبو عبدو صارت عندو قصة البنات عقدة و خصوصي أمه الله يصلحها كانت كتير كتير تخوّفه و تزوّدها حتى صار انطوائي و يخجل من أي مرة أو بنت بتحكي معه، يعني قلي أنه وقت أجتهم آنسة الانكليزي "هند" بالصف التامن، كان كل الصف يطلع عليها و هي عم ترفع جرابها الأسود "الفوال" لفوق الركبة، إلا هو كان يخجل و يدير وجهه...
و رفقاته اللي قاعدين بالمقعد نفسه سجلوا عندها دورة بالبيت و صاروا يحكوله قصص و حكايا و مغامرات، شي شافوها بالمنشفة و هي طالعة من الحمام، و شي شافوا صورتها بالمايو و قصص ما الها والي، و عجزوا فيه انه يروح معهم درس واحد كضيف، و بعد ضغط كبير عليه وافق و راح معهم و هو وصل عند باب بيتها و فتحت الباب و شافها بملابس البيت و بدون حجاب، احمرّ وجهه و غص و ركض عالبيت بدون ما يحكي و لا كلمة، و راح دفن راسه تحت المخدّة لتاني يوم.
كبر أبو عبدو و حاول التأقلم مع هاي العقدة و لاقى حلول أنه ما يحسس حدا فيها، و بالفعل ما حدا حس عليه حتى مرته أم عبدو، مع أنه توقع تنفكّ العقدة بعد ما يتجوز .. و لكن بدون جدوى!
دارت الأيام كما تقول أم كلثوم، و مرت الأيام و رجعت حلب لإيد النظام و أبو عبدو بعد تردد كبير و خوف و عدة قرارات متباينة، قرر يبقى بمناطق النظام، و كان اليوم الأول اللي بدو يعبر فيه من بستان القصر للجميلية بعد ست سنوات من السكن بالمناطق المحررة.
نزل أبو عبدو من بيته و وصل عالسرفيس.. استغرب أول شي .. لقد كان المنظر مهيباً، أبو عبدو صار قدّ الكمشة، كل ركاب السرفيس بنات!.. تطلع بنت العشرين و تقعد جنبه .. و تنزل بنت التلاتين! و على هاد و متله .. و أبو عبدو داير وجهه عالشباك و لونه مخطوف و هالبارفانات و الأصوات الأنثوية عم تهف حواليه، لحتى وصل عالجميلية و نزل من السرفيس و مشي أبو عبدو و شاف بنت عم تبيع شاورما، ضحك و عرف أنه عم يحلم، و رفع راسه و كمل بالحلم و كل المشاة حواليه بنات شي بمانطو و شي سبور و شي بحجاب و شي بلا حجاب، و صار يحكي معهن عادي و والكل كان عم يتطلع عليه و كأنه الرجل الأخير في حلب.
ضرب حاله أول كف و التاني عند الحاجز و لكن ما صحي أبو عبدو، و ناوله الهوية و مرق بعد بهدله أدبية و كفين لأنه من بستان القصر، و قال بدي روح على حمام النسوان .. لحتى يكمل الحلم معي.. و بالفعل وصل على حمام النسوان و دخل جادبها و قال شو بدو يطلع من أمرها .. هو حلم..
كان أبو عبدو طاحش الطحشة الغريبة و متمسح و كأنه ما عم يسمع، و المرة اللي عالاستقبال عم تصرخ و تولول، قلي أبو عبدو أنه المشهد بطيء كان انا عم امشي باتجاه باب الدخول و الموظفات عم يركضوا و يولولوا حوالي.. و فتحت الباب و شفت أول مرة من الوزن الثقيل بوجههي و غمي علي..
بعد ما طلع من المشفى أبو عبدو بسبب ضربه بمقلاية حجم عائلي على رأسه من قبل الموظفة بعد أن تجاوز باب الدخول، تحول عالمخفر و انحبس كم يوم و طلع من الحبس و هو مو فهمان شو هالحلم!
و بطريقه من السجن للبيت كمان شاف بنات و نسوان عالطرقات و بوسائل النقل و نسبة الرجال اللي شافهن ما بتتجاوز ١ بالمية!.. كمل و وصل عالبيت و عرف القصة...
و حكالي عالواتس أب:
أنا: أي و بعد ما طلعت من السجن!
هو: الله لا يرويك.. أتاري مو حلم.. بس حلب ما بقيان فيا زلم.. كله يا طيفش يا مهاجر يا مقتول يا محبوس!
أنا: ههههه .. بس حققت حلمك و شفت حمام النسوان
هو: الله لا يرويك عهالشوفة اللي شفتها .. لك حظي من يوم يومه أسود.. الله وكيلك ما شفت غير ختيارة وزنها ١٥٠ كيلو و عم تتحمم بالملحفة و مغطية وراها كلشي... لا و صرخِت صوت بالمقلوب لما شفتها...
أنا: يعني انفكت عقدتك و لا لأ؟
هو: اي صايرات متل الرز .. عبشوف كل يوم مشكل ملون و اجباري بدي اتعامل معهن .. شي بياعة و شي موظفة و شي شبيحة عالحاجز.... ما بقي غير تشتغل شوفيرة تكسي .. و يمكن في بس أنا ما شفت..
أنا: ههههه يعني ما بقيان عرسان بحلب؟ من وين عم تستوردوا؟
هو: و الله الوحيد متل حكايتي ما بيهمه هالأسئلة .. نحن العين علينا هالكم شامة اللي نفدوا من الطوفان.. أبو التأجيل و الوحيد و الكبير بالعمر... الباقي عالجبهات بدون تدريب يعني عالموت...
أنا: شو مشروعك القادم لكان؟
هو: مثنى و ثلاث و رباااااع... ههههه
موطن الشاهد: لا تخلط بين الحلم و الحقيقة ..خليك عالارض
و كان يتخيل قبل ما ينام أنه لبس طاقية الإخفا تبع افلام الكرتون و دخل على حمام النسوان، و كان يحاول دائماً أنه يختلس النظر على غرف المشالح لما يروح على بياعي الألبسة النسائية مع أمه، و أحياناً يسرق نظرة من هون أو من هون، بس بالليل كان يبكي و يستغفر ربه كتير و يتوب و يقول حرّمت هي آخر مرة يا ربي سامحني و لا تاخدني عالنار.
أبو عبدو صارت عندو قصة البنات عقدة و خصوصي أمه الله يصلحها كانت كتير كتير تخوّفه و تزوّدها حتى صار انطوائي و يخجل من أي مرة أو بنت بتحكي معه، يعني قلي أنه وقت أجتهم آنسة الانكليزي "هند" بالصف التامن، كان كل الصف يطلع عليها و هي عم ترفع جرابها الأسود "الفوال" لفوق الركبة، إلا هو كان يخجل و يدير وجهه...
و رفقاته اللي قاعدين بالمقعد نفسه سجلوا عندها دورة بالبيت و صاروا يحكوله قصص و حكايا و مغامرات، شي شافوها بالمنشفة و هي طالعة من الحمام، و شي شافوا صورتها بالمايو و قصص ما الها والي، و عجزوا فيه انه يروح معهم درس واحد كضيف، و بعد ضغط كبير عليه وافق و راح معهم و هو وصل عند باب بيتها و فتحت الباب و شافها بملابس البيت و بدون حجاب، احمرّ وجهه و غص و ركض عالبيت بدون ما يحكي و لا كلمة، و راح دفن راسه تحت المخدّة لتاني يوم.
كبر أبو عبدو و حاول التأقلم مع هاي العقدة و لاقى حلول أنه ما يحسس حدا فيها، و بالفعل ما حدا حس عليه حتى مرته أم عبدو، مع أنه توقع تنفكّ العقدة بعد ما يتجوز .. و لكن بدون جدوى!
دارت الأيام كما تقول أم كلثوم، و مرت الأيام و رجعت حلب لإيد النظام و أبو عبدو بعد تردد كبير و خوف و عدة قرارات متباينة، قرر يبقى بمناطق النظام، و كان اليوم الأول اللي بدو يعبر فيه من بستان القصر للجميلية بعد ست سنوات من السكن بالمناطق المحررة.
نزل أبو عبدو من بيته و وصل عالسرفيس.. استغرب أول شي .. لقد كان المنظر مهيباً، أبو عبدو صار قدّ الكمشة، كل ركاب السرفيس بنات!.. تطلع بنت العشرين و تقعد جنبه .. و تنزل بنت التلاتين! و على هاد و متله .. و أبو عبدو داير وجهه عالشباك و لونه مخطوف و هالبارفانات و الأصوات الأنثوية عم تهف حواليه، لحتى وصل عالجميلية و نزل من السرفيس و مشي أبو عبدو و شاف بنت عم تبيع شاورما، ضحك و عرف أنه عم يحلم، و رفع راسه و كمل بالحلم و كل المشاة حواليه بنات شي بمانطو و شي سبور و شي بحجاب و شي بلا حجاب، و صار يحكي معهن عادي و والكل كان عم يتطلع عليه و كأنه الرجل الأخير في حلب.
ضرب حاله أول كف و التاني عند الحاجز و لكن ما صحي أبو عبدو، و ناوله الهوية و مرق بعد بهدله أدبية و كفين لأنه من بستان القصر، و قال بدي روح على حمام النسوان .. لحتى يكمل الحلم معي.. و بالفعل وصل على حمام النسوان و دخل جادبها و قال شو بدو يطلع من أمرها .. هو حلم..
كان أبو عبدو طاحش الطحشة الغريبة و متمسح و كأنه ما عم يسمع، و المرة اللي عالاستقبال عم تصرخ و تولول، قلي أبو عبدو أنه المشهد بطيء كان انا عم امشي باتجاه باب الدخول و الموظفات عم يركضوا و يولولوا حوالي.. و فتحت الباب و شفت أول مرة من الوزن الثقيل بوجههي و غمي علي..
بعد ما طلع من المشفى أبو عبدو بسبب ضربه بمقلاية حجم عائلي على رأسه من قبل الموظفة بعد أن تجاوز باب الدخول، تحول عالمخفر و انحبس كم يوم و طلع من الحبس و هو مو فهمان شو هالحلم!
و بطريقه من السجن للبيت كمان شاف بنات و نسوان عالطرقات و بوسائل النقل و نسبة الرجال اللي شافهن ما بتتجاوز ١ بالمية!.. كمل و وصل عالبيت و عرف القصة...
و حكالي عالواتس أب:
أنا: أي و بعد ما طلعت من السجن!
هو: الله لا يرويك.. أتاري مو حلم.. بس حلب ما بقيان فيا زلم.. كله يا طيفش يا مهاجر يا مقتول يا محبوس!
أنا: ههههه .. بس حققت حلمك و شفت حمام النسوان
هو: الله لا يرويك عهالشوفة اللي شفتها .. لك حظي من يوم يومه أسود.. الله وكيلك ما شفت غير ختيارة وزنها ١٥٠ كيلو و عم تتحمم بالملحفة و مغطية وراها كلشي... لا و صرخِت صوت بالمقلوب لما شفتها...
أنا: يعني انفكت عقدتك و لا لأ؟
هو: اي صايرات متل الرز .. عبشوف كل يوم مشكل ملون و اجباري بدي اتعامل معهن .. شي بياعة و شي موظفة و شي شبيحة عالحاجز.... ما بقي غير تشتغل شوفيرة تكسي .. و يمكن في بس أنا ما شفت..
أنا: ههههه يعني ما بقيان عرسان بحلب؟ من وين عم تستوردوا؟
هو: و الله الوحيد متل حكايتي ما بيهمه هالأسئلة .. نحن العين علينا هالكم شامة اللي نفدوا من الطوفان.. أبو التأجيل و الوحيد و الكبير بالعمر... الباقي عالجبهات بدون تدريب يعني عالموت...
أنا: شو مشروعك القادم لكان؟
هو: مثنى و ثلاث و رباااااع... ههههه
موطن الشاهد: لا تخلط بين الحلم و الحقيقة ..خليك عالارض