
ما علينا..
كانت هذه المقدمة حتى نعرف لماذا أخطأ #أبو_عبدو_جارنا بتقييم أبو حمدو الزنكيل، القصة و ما فيها أن ابو عبدو دخل إلى محل أبو أحمد الخضرجي و طلب كيلو أجاص "عرموط" بالحلبي.. و ضحك أبو حمد الجالس على كرسي حديدي صغير إلى جانب أبو أحمد، فجن جنون أبو عبدو و سأله:
- و ليش عبتضحك يا حمودة؟
و حمودة استصغار للشخص .. لأنها دلع و تصغير لاسم أحمد و محمد.. فانتفض أبو أحمد من كرسيه و هبّ قائلاً:
- ابو عبدو .. الزلمة عبيضحك على نكتة حكيتله ياها.. انت اش حشرك بالنص؟
و استمر النقاش و الصراخ بين إنه يضحك على سؤالي.. و بين يضحك على النكتة.. بينما أبو حمدو كان مستغرباً...
مرّت الأيام و عاد أبو حمدو الزنكيل بسيارته الفارهة للحارة بمشروع ذهبي .. المشروع أن يأخذ أبو حمدو الزنكيل منك أموالك و يعطيك أرباحاً شهرية بنسبة 10 بالمئة.. و بالتدريج كل الحارة أودعت كل ما تدّخر لديه إلا جارنا ابو عبدو.. و بدأت الحارة تنتعش.. زبدية اشترى تلفزيون .. و أبو محمد اشترى غسالة .. و كل يوم يشاهد سكان الحارة يجتمعون في زاوية الحارة قرب عيدو أبو البوظة.. و لا أحد بات يذهب للعمل سوى أبو عبدو.. و بدأت أم عبدو "تنخر في عظامه" كما قال لي:
- أم عبدو صرعت طيزي يا أبو فاروق.. على ليش و نحن أحق.. و ببيع الدهبات..
- يا أبو عبدو انت خليك بشغلك و خلص مو تقاتلت معه؟
- أبو فاروق صحي أنت حطيت معه مية الف بالسر و ما بدك تحسس حدا؟
- هلأ انت التهي بحالك و بمشكلتك..
- يعني حطيت؟
- ما حطيت اتطمن أصلاً ما معي و لا فرنك و لو معي ما بحط..
- طيب تعا اقنعلي أم عبدو !
و قررنا أن نقنع ام عبدو.. و عينت أمي لجنة من نساء الحارة الذين لم يمتلكوا نقوداً لوضعها مثلنا مع أبو حمدو أو الغير مقتنعين.. و بعد ست ساعات حوار و نقاش خرجت النسوة بخفيّ حنين.. لم يستطيعوا اقناعها..
مرت الأيام و مضت أكثر من سنة .. و عوّض أهل الحارة نقودهم و فوقها حبة مسك.. ثم أغلق أبو حمدو تجارته و أعاد الرأسمال لأصحابه بليلة خاطفة و بسرعة.. و لم تتحقق نبوئتي بأنه سيكون نصاباً و لن يعيد النقود لأهلها.. و كانت ليلة ارجاع النقود ليلة ندم و شؤم عليّ و على أبو عبدو و خاصة على رأس أم عبدو التي كانت تبكي و تندب حظها طوال تلك الليلة..
صباح اليوم التالي استيقظنا على صراخ أبو أحمد الخضري.. ركضت إلى الشرفة و رايته يركض بقميصه الداخلي ذهاباً و اياباً و هو يصرخ و كأن ميتاً مات له.. خرج أبو عبدالله السمين صاحب الشارب الكث و الصوت الأجش و صرخ من شرفته:
- اشبك لك أبو أحمد انسرقوا مصاريك كني؟
- لك يا ريييت انسرقوا يا ريت.. ااااخ يا ابو عبد الله ..
- لكاااان اش في ماتت مرتك ام أحمد؟
- لك يا ريت .. يا ريت..
- لكان اشبك لا تخليني اشلف هالشقف الزرع فوق راسك و اخلص منك و من صريخك هه...
و اجتمع رجال الحي كلهم بالقمصان الداخلية يتباكون و يصرخون قرب دكان أبو أحمد.. كان فجر ذلك اليوم ممتلئاً بالضجيج و الصراخ و العويل.. و أبو عبد الله السمين أصيب بجلطة و أسعفوه للمشفى..
بعد أن اكتشف أبو أحمد أن النقود التي أعادها ابو حمدو مزورة..
و تبعه أبو عبد الله .. و الجميع ..
نظر إليّ أبو عبدو جارنا و أخفى ضحكته.. و أنا رفعت كتفيّ أن لا أعلم..
أمي اشتفت بأم عبدو .. و أشبعتها كلاماً طوال أسبوع كامل..
و أنا و أبو عبدو كنا نحاول عدم الظهور أمام أهل الحي الذين كانوا يقولون عنا أغبياء و لا نفهم..
موطن الشاهد يا شباب:
اعمل اللي براسك .. و قول "عرموط" و لو ضحك الزنكيل أب حمدوووو