الأربعاء، 27 أبريل 2016

السوريين بتركيا "2"

اكتر ظاهرة ملفتة للانتباه بتركيا هنن محال البقالة السوريين، يعني الدكان أو السمّان السوري، و طبعاً بكل حارة فيها تجمّع للسوريين بتلاقي دكانتين على الأقل، و لكل سمان ميزات بيظهر فيها سوريته بشكل فاقع...

مثال: السمّان السوري عندو خبز سوري و عندو زعتر و زيت حلو سوري و صابون غار حلبي و كل قصص السمان السوري اللي منعرفه، و بالاضافة لهالموضوع رح تلاقي عندو صيدلية كاملة المواصفات باعتبار السوريين ما عم يفهموا عالدوا التركي و باعتبار انه الدوا السوري اقوى مفعولاً من التركي و حتى لو كان خالصة مدته لا سمح الله .. المهم انه دوا الالتهاب اللي منعرفه و حب وجع الراس اللي متعودين على شكل كرتونته.. و السمان السوري لازم يحوي الدخان السوري القشق أو التهريب و لازم يعبي وحدات ..

 لانه نحن بسوريا منآمن بمركزية القرار.. و طبعاً السمان السوري ممكن يصرّفلك من التركي للعملات التانية أو العكس... المهم أنه أنت مرتاح لأنه عم يفهم عليك وقت تقله كيلو رز أو كيلو برغل تبع مجدرة .. بينما السمان التركي و هو عم يعاني بتعلم الغة السورية باللهجة الحلبية أو حسب التجمع المحيط فيه و بصعوبة فائقة بيكون السوري تعلم اللغة التركية و بلش يتعامل مع الموّردين اللي بيتهافتوا عليه لأنه عندو عدد زباين مهم ...

الظاهرة التانية اللي كمان بتخليك ما تشعر بالغربة هي وجود ترجمان سوري في معظم المحال التركية بالتشارشيات يعني وسط البلد بمعظم المدن التركية اللي فيها سوريين متل عنتاب و مرعش و انطاكيا... الخ و هيك انت كمان مرة جديدة بترتاح من تعلم اللغة التركية و الاندماج بالمجتمع التركي..

أصلاً السوري اجا على تركيا و جايب احتياجاته معه.. يعني بدو كلشي متعود عليه بسوريا أو بحلب يكون موجود بتركيا متل الاكل و الشرب و غيرو... و حتى خلى الاتراك يتعلموا على الخبز السوري و يطلبوه و في بتركيا ماركت اسمه "بيم" و هو شي حكومي متل ما سمعت.. صار يجيب خبز سوري!! و الاتراك عم يطلبوا خبز سوري من البقاليات السورية!!

صار بالاتراك متل ما صار فيهم أيام الدولة العثمانية بدال ما تغزينا ثقافتهم .. غزيناهم بسوريتنا .. و صاروا يحكوا لهجة سورية و صاروا ياكلوا اكلات سورية... و لسه ما حكينا عن المصالح و المهن المتنوعة....متل النجار و الدهان و الحداد..

رح يتبع ....

الثلاثاء، 26 أبريل 2016

السوريين في تركيا..نهفات و مواقف "1"

السوريين في تركيا كلهن بيشتركوا بقصة ما بعرف ليش مشتركين فيها أصلاً.. بس الكل بيحسسك أنه من يومين أجا على تركيا .. و معظم اللي نازح من قرى ثائرة بيخترع قصص انه أما بيمول فصائل أو كل كم يوم بينزل عالمعارك و بيطلع على تركيا!!!

ما علينا.. هلأ الشغلة الحلوة بتركيا و خصوصي بالمدن القريبة من الحدود السورية متل "عنتاب و كلس..." أنه ما بتشعر بالغربة لأنه في سوريين كتير و أكتر منهم ما في .. يعني وين ما بتمشي بتتفشكل بسوري عم يشتغل شغلة أو ماشي مع عيلته و منهم بيخلوك تحس "بسوريتك" يعني ترفع راسك فوق .. و منهم بيخلوك تطب راسك بالأرض و تكمل و تعمل حالك ما شفت شي...

مثال من كم يوم كنا عم ندور على بيت و طلعنا مع دلال عقارات "سوري" بسيارته و هو طليق باللغة التركية، و وقّف سيّارته أمام محل فيه زحمة يعني بمكان ما لازم يصف فيه و كان جنبه قاعد شب متل حكايته و هنن الشبين سريعين كتير و أكشن على طول.. الشب طلّع بالسشوفير رفيقه و الشوفير فهم عليه بسرعة و ضحك و هو عم ينزل و يسكر الشباك قله اذا حكوا معك ساوي حالك جحش ما بتعرف تحكي تركي و فرطوا من الضحك و مشيوا...

شعوري كان جميل جداً لدرجة أنه اتمنيت الارض تنبلع و تشقهم... و حدى تاني كمان كنا قاعدين بمكان عام فيه طاولات مجانية هو تراس بمول و بدنا ندخّن و كان المكان زحمات و وقفنا على طرف و فجأة قام أحد الاتراك و رفيقه و صارت الطاولة فاضية و نحن تلقائياً و بسرعة شديدة سبقنا الكل و قعدنا .. صاحبنا التركي كان نسيان باكيته شبه مليان عالطاولة رفيقي شال الباكيت و اخد سيكارة و شغلها و حط قداحته فوق الباكيت!!!

حاولت معه كتير انه عيب و كرمال الله فكان جوابه: هنن بيكرهونا شو ما عملنا خليهن يكرهونا طالما ثبتت علينا و ثبتت!
مالنا فيه شخص بيوطي الراس.. الله يعدمني ياه.. القصة الحلوة اكيد انا اللي عاملها :) انه أنقذت بنت تركية كانت رح توقع من على الرصيف و بعدين حبتني كتير و تجوزنا و صار عندنا أحفاد و بعدين طلعت هندية هههه طبعاً عم امزح لسه ما شفت حدا بيرفع الراس.. بس مرة شفت حدا عم يوزع ورود بعيد الأم للاتراك كانت لحظات مؤثرة بين السوريين و الاتراك..
هلأ كل هالحكي كان السؤال فيه: عنجد الأتراك بيكرهونا و ليش؟؟؟؟؟

سؤال بدي ناقشه غير مرة و لأنه هي أول مرة بجرب اكتب هون ... و هاد شي حبيت اكتب عنه لانه صارلي شهر و نص بتركيا "و الله ما عم اكذب :) " .. كان في عندي انطباعات مختلفة عن العلاقات مع الاتراك و متباينة حبيت شاركها معكم .. بس اخلص رح احكي عن قصة التهريب اللي حاولت فيها ٢٧ مرة و فشلت اثناء الدخول لتركيا ... و المهربين الظراف و اطباعهم و كذبهم.... يتبع